يشهد مخيم الزعتري المجهز في الأردن لاستقبال اللاجئين السوريين، تمرداً بين صفوف اللاجئين الغاضبين منذ أيام، احتجاجاً على تردي أوضاع المخيم المعيشية كما يقولون، ما أدى الى وقوع اشتباكات متكررة بين مئات السوريين وقوى الأمن التي تطوق المكان. وتجددت الاحتجاجات أمس وفق ما أكد مسؤولون قائمون على المخيم ل «الحياة». وقال هؤلاء إن المخيم بدأ يشهد تظاهرات واحتجاجات متواصلة من جانب اللاجئين، الذين «يتذرعون بصعوبة الحياة في بيئة صحراوية». وتظاهر المئات ظهر أمس وطالبوا بالعودة من حيث أتوا، فيما رشق العشرات بالحجارة أفراد الأمن الأردني، احتجاجاً على احتجازهم داخل مخيم يعاني سوء البنية التحتية، وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. حادثة التمرد الأولى بدأت ليل الأحد عندما حاول زهاء 700 لاجئ مغادرة المخيم عنوة، مطالبين بالعودة إلى بلادهم أو العيش داخل المدن الأردنية. لكن قوات الدرك الأردني تصدت لهم بالغاز المسيّل للدموع، مما أوقع إصابات بين الطرفين وفق مصادر أردنية (أمنية وعسكرية). وقالت المصادر إن سبعة من رجال الأمن واللاجئين أصيبوا خلال المصادمات ونقلوا إلى أقرب مستشفى في مدينة المفرق الحدودية، لتلقي العلاج. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة ل «الحياة»: «إن اكتظاظ المخيم باللاجئين كان السبب الأبرز وراء تلك الاحتجاجات». لكن المعايطة لم يستعبد محاولة من سمّاهم ب «الموالين للنظام السوري» داخل المخيم، إثارة الشغب على حد قوله. وقال أيضاً: «إنهم موجودون، ومن يثبت تورطه سيحال الى الجهات المختصة». وأضاف: «بعض اللاجئين يطلبون الانتقال إلى داخل المدن الأردنية وهذا مستحيل بالنسبة الى الحكومة... نحن أمام خليط من اللاجئين لا نعرف خلفياتهم وما إذا كان بينهم مندسون». وفي السياق ذاته عملت «الحياة» من مصادر إغاثية وأمنية مشرفة على مخيم الزعتري، أنه تم إلقاء القبض مجدداً على عشرة من أفراد خلية سورية أمس. وتزامن هذا الإعلان مع مقتل مواطن سوري وإصابة آخر بطلق ناري وسط العاصمة عمان فجر أمس. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل «الحياة»: «إن شخصاً في منطقة صويلح العمانية فتح النار على شخصين سوريين في الشارع العام فجر أمس حيث توفي أحدهما وأصيب الآخر، فيما فر الفاعل إلى مكان غير معلوم». ولم تقدم المصادر أية معلومات إضافية. وكانت «الحياة» انفردت في وقت سابق بنشر معلومات تضمنت إلقاء القبض على 21 شخصاً داخل «الزعتري»، ثبت تورطهم مع خلايا «دربها عملاء للنظام السوري على التجسس واستخدام السلاح وصناعة المتفجرات»، وفق مسؤولين في الحكومة الأردنية. إلى ذلك، أكدت المصادر الأمنية ل «الحياة» أن نحو 370 لاجئاً سورياً في «الزعتري» تقدموا أمس بطلبات تتضمن العودة إلى بلادهم. وقالت المصادر: «إن القوات الأردنية ستبدأ خلال الساعات المقبلة بإعادة هؤلاء من حيث أتوا، عبر عملية (القذف)»، وهي عملية تكفل لهم دخول الحدود غير الرسمية التي لجأوا منها، الأمر الذي أكده ل «الحياة» الوزير سميح المعايطة. وبلغ عدد اللاجئين السوريين في «الزعتري» حتى يوم أمس نحو 16 ألفاً وفق إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التي تشرف على المخيم بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية (مؤسسة رسمية). في هذه الأثناء، عاش الكثير من سكان المناطق الحدودية الأردنية أجواء قلق وخوف، بعد سقوط عدة قذائف بالقرب من مركز المعبر الحدودي في مدينة الرمثا القريبة من سورية، في حادثة هي الرابعة من نوعها خلال شهرين. وقالت مصادر إغاثية وسكان محليون ل «الحياة»: «إن قذيفتين سقطتا فجر أمس الاثنين في مزارع محاذية للمعبر الحدودي، وقبلها بيوم سقطت قذيفتان في المكان ذاته». وأكد الوزير المعايطة سقوط القذائف، نافياً وقوع أي إصابات. وأعلن الوزير أن الأردن لا يقبل بسقوط قذائف سورية على أراضيه، مشيراً إلى أن اعتراضات جديدة ستقدم للسلطات في دمشق من خلال القنوات الديبلوماسية.