قال ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن إن الأزمة السورية ستكون «العنوان الفعلي لأعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام الحالي على غرار ما كانت فلسطين عنوان الافتتاح العام الماضي»، عندما وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رافعاً طلب عضوية فلسطين للأمم المتحدة أمام الجمعية العامة. وأكد الديبلوماسي أن بحث الأزمة السورية سيستحوذ على كواليس مجلس الأمن والجمعية العامة خلال شهر أيلول (سبتمبر) الجاري «رغم أن المجلس لم يحدد جلسة مخصصة لبحث الوضع في سورية». وقال إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستترأس اجتماعاً لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في 28 أيلول (سبتمبر) على هامش أعمال افتتاح الدورة ال67 للجمعية العامة الذي «سيشارك فيه وفد من المعارضة السورية للمشاركة في بحث تنظيم المعارضة في إطار عمل واحد». ويستعد الاتحاد الأوروبي لتنظيم اجتماع رفيع حول الأزمة الإنسانية في سورية في نيويورك في الفترة نفسها «حيث سيكون الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي عاد من دمشق والمنطقة الى نيويورك». وبحسب الديبلوماسي نفسه فإن الإبراهيمي «سيطرح خطة عمل في وقت لاحق وهو يعمل على طريقته الخاصة المختلفة عن التي اعتمدها سلفه». وأوضح أن مجلس الأمن سيعقد جلسة وزارية في 26 الشهر الجاري برئاسة وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله حول «التغيير في العالم العربي والعلاقة بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة بمشاركة الأمين للمنظمة الدولية بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي». وقال إن سورية ستكون العنصر الأساسي في تلك الجلسة «وهو ما يمكن أن يعقد صدور بيان عن الاجتماع بسبب استمرار الانقسام في مجلس الأمن ولأن الاجتماع برمته غير مسبوق في شكله ومضمونه». وأضاف أن «جامعة الدول العربية أذهلت الجميع عندما طلبت من مجلس الأمن فرض منطقة حظر جوي في ليبيا، وعندما شكلت وفد المراقبين العرب الى سورية وتالياً حين انخرطت بشكل أكبر في قراراتها المتعلقة بسورية ومهدت لتعيين المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان وصولاً الى تعيين خلفه الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي، وكل تلك المبادرات جديدة من المنظور الدولي». وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية تتجه لتكون شريكاً فعلياً للأمم المتحدة في معالجة أزمات المنطقة، على غرار منظمات أخرى منها الاتحاد الأفريقي، بغض النظر عن معايير النجاح أو الفشل، إذ حتى مجلس الأمن يفشل أحياناً وينجح أخرى». وأضاف أن «ألمانيا التي ترأس مجلس الأمن للشهر الجاري بادرت الى التحضير للقاء الوزاري الرفيع في مجلس الأمن بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة، وهي تعمل على التوصل الى تسوية في مجلس الأمن حول بيان يصدر في ختام الجلسة رغم انقسام مجلس الأمن في شأن سورية والملفات الأخرى في المنطقة». وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «دور جامعة الدول العربية استثنائي في مرحلة التغيير في العالم العربي» مضيفاً «بعد سنوات أمضيتها في الشرق الأوسط لا أستطيع إخفاء انبهاري بالتغير الجذري الذي تمثله جامعة الدول العربية خصوصاً في ما يتعلق بلغة حقوق الإنسان التي كانت من المحرمات سابقاً». واعتبر ديبلوماسي غربي رفيع أن «الوصول الى السلطة إما أنه سيدفع الإسلاميين الى الاعتدال أو أنهم سيعجزون عن تلبية متطلبات الحكم مما سيحرمهم أصوات الناخبين في الدورات الانتخابية التالية». واعتبر أن «الربيع العربي يسير استراتيجياً بشكل جيد رغم مخاطر على غرار نشاط تنظيم القاعدة في سورية» مشيراً الى أن العملية الانتقالية ستأخذ وقتاً على مستوى المنطقة وهي طريقة التغيير الديموقراطي الثالثة بعد أميركا اللاتينية في الثمانينات وأوروبا الشرقية في التسعينات». وستكون نيويورك وجهة القادة العرب بين 18 و28 الشهر الجاري وبعضهم يحضر للمرة الأولى بصفته الرئاسية كالرئيس المصري محمد مرسي، بعد نحو ثلاثة عقود من آخر مشاركة سلفه في افتتاح الجمعية العامة. كما سيترأس الرئيس التونسي منصف المرزوقي وفد بلاده فيما يترأس الوفد الليبي رئيس البرلمان محمد المقريف بحسب ديبلوماسيين. ومن القادة المشاركين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على أن يترأس الوفد السوري وزير الخارجية وليد المعلم. وستكون الجمعية العامة مناسبة للزيارة الأولى للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الى الأممالمتحدة منذ انتخابه فيما يزورها الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو في خضم معركته الإنتخابية التي يعاني فيها من انتقادات الجمهوريين بسبب ما يصفونه «تساهله في سورية». ووفق ديبلوماسيين، ستتولى المملكة العربية السعودية وبريطانيا رئاسة مشتركة لاجتماع مجموعة «أصدقاء اليمن» في 27 أيلول في نيويورك، علماً أن مجلس الأمن يستعد لزيارة اليمن (وأفغانستان) في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وسيناقش الملف النووي الإيراني في اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على المستوى الوزاري في 27 أيلول. وسيبحث المجلس في اليوم نفسه تطورات الوضع في مالي بمشاركة مجموعة دول غرب أفريقيا – أيكواس التي ستقدم تفاصيل أكثر حول طلبها إجازة مجلس الأمن بالتدخل عسكرياً في مالي.