قالت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة أن الممثل الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى دمشق اليوم لبدء مهمته، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد غداً. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن الإبراهيمي لم يبلور مبادرته بشكل نهائي وأنه سيكون بحاجة لسماع المسؤولين في سورية. وأشارت إلى أنه سيلتقي أيضاً معارضين في الداخل وناشطين من منظمات المجتمع المدني وشخصيات سياسية من كل الاتجاهات. وكان الإبراهيمي انضم أمس إلى اجتماع ثلاثي ضم الأمين العام للجامعة نبيل العربي ورئيس وزراء وزير خارجية قطر رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بتطورات الأوضاع في سورية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مقر الجامعة في القاهرة. وجرى خلال الاجتماع الثلاثي التشاور في شأن مستجدات الوضع في سورية ومهمة الإبراهيمي إلى دمشق والخطوط الرئيسية لخطته في العمل. بينما تحدث الإبراهيمي أمام اجتماع تشاوري لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، حول حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري، والتي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعدد من وزراء الخارجية وأطراف من المعارضة السورية في نيويورك وباريس. وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة إن الاجتماع تداول في مختلف الجوانب المتعلقة بمهمة الإبراهيمي ومستجدات الأوضاع المتدهورة في سورية. وجدد البيان أن الإبراهيمي عبر عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزيف الدماء والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية والمعاناة القاسية للشعب السوري، ونقل البيان تشديده على أهمية التوصل إلى معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لا يزداد الوضع سوءاً والمخاطر تصاعداً، مهددةً ليس فقط الداخل السوري وإنما الجوار القريب والبعيد لسورية. وأكد المندوبون من جهتهم – بحسب البيان - دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي وتقديرهم الكبير للجهود المقدرة التي يبذلها لمعالجة هذه الأزمة ومساعدة السوريين على الخروج من نفق هذه الأزمة. وكان العربي أجرى أمس محادثات مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في اختتام زيارته الحالية لمصر. وجرى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في فلسطين وسورية. وأكد هيغ أن حكومته تسعى إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية على سورية للضغط عليها من أجل حقن الدماء السورية والموافقة بالحل السلمي للتحول الديموقراطي في سورية، مؤكداً أن بريطانيا لا تزال تؤمن بالحل الديبلوماسي ولا تريد الحرب في سورية. وقال هيغ في مؤتمر صحافي إنه بحث مع العربي آخر التطورات الخاصة بالأزمة السورية بخاصة بعد تعيين الإبراهيمي ممثلاً للأمم المتحدة والجامعة والحلول السياسية التي عليه أن يخرج بها بعد زيارته دمشق قريباً، مشيراً أن حكومة بريطانيا على اتصال دائم بالمعارضة السورية للمساهمة في الاتفاق بينهم والدعم الإنساني للاجئين السوريين في الدول المجاورة. من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللاهيان، الذي ترأس وفد بلاده في الاجتماع الرباعي لتفعيل مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي للحل في سورية والذي شاركت فيه مصر والسعودية وتركيا، إن بلاده ترى أن «هناك خطة لتأديب سورية بسبب وقوفها بجانب محور المقاومة»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة للإصلاحات في سورية وأن «طهران تدين القتل من جانب أي طرف»، وأشار إلى «محور صهيوني أميركي مشترك مع بعض الحكومات العربية لا يريد استقرار سورية ويريد إخراجها من محور المقاومة أمام الكيان الصهيوني». ونفى المسؤول الإيراني «ازدواج المعايير الإيرانية» بالنسبة لما يجري في سورية والبحرين، وقال: «نحن نرفض التدخل الأجنبي في منطقة الشرق الأوسط عموماً ونرفض من يحاول إدخال الأسلحة وإعطائها للفرقاء السياسيين في أي بلد». وأشار إلى أن المرشد الأعلى لإيران علي خامئني أكد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «هناك معارضة في إسبانيا وفرنسا واليونان ولا يقوم أي طرف بتسليحها». وشدد على ضرورة الاهتمام بالمطالب الشعبية والإصلاحات السياسية وأن يكون الحوار أنسب طريقة للحل. وشدد على أن إيران تدعم الإصلاحات الجارية في سورية بحضور الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن طهران تحدثت مع كل الأطياف للمعارضة السورية وسمعت مطالبها وتم إبلاغ نتائج الحوار للأسد. ولفت إلى أن بلاده حاولت تنظيم اجتماع بين الحكومة والمعارضة في القاهرة أو أي عاصمة إقليمية. وأكد أنه «لا يوجد حل من جانب واحد وأن إيران ترفض أي حل يشترط تنحي الأسد»، وأن بلاده «ستساعد سورية بنفس الجدية والقوة التي ساعدت بها حزب الله وحماس». ونوه ببقاء الأسد بعد مرور 18 شهراً على الاحتجاجات، وذكر بأن «أصدقاء في المنطقة أبلغوا طهران بأن الأسد سيترك الحكم خلال أسبوع ولكنه ما زال موجوداً على رغم التحالف العالمي ضده». وقال: «للأسف البعض في المنطقة أيدوا رؤية سقوط الأسد السريع ولكن إيران تعتبر نفسها مسؤولة وملتزمة على إبقاء سورية في محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني». وحول الاجتماع الرباعي لتفعيل المبادرة المصرية، أشار إلى وجهات نظر متقاربة وأن المشتركات أكثر من الخلافات وأن إيران ستستمر في التعاون مع المجموعة وأنها اقترحت فتحها لتضم فنزويلا والعراق والإبراهيمي والعربي، وقال إن طهران ستبلغ دمشق بنتائج الاجتماع وأنها تشاورت مع بكين وموسكو قبل الحضور للاجتماع في القاهرة.