أكد مسؤولون في قطاع النفط أن معدل الاكتشافات النفطية لا يزال مخيباً للآمال بعدما سجل مستوى قياسياً منخفضاً في العام الماضي، وأن الشركات قد تضطر إلى خفض موازنات التنقيب لتقليص النفقات، ما يهدد الإمدادات والأسعار على المدى الطويل. وأشار هؤلاء إلى أن الشركات لا تعثر سوى على كميات ضئيلة جداً وأن كثيراً منها ينسحب من المناطق العالية الأخطار إلى أخرى أكثر أمناً مثل النفط الصخري في أميركا الشمالية. وسيدفعهم هذا على الأرجح إلى الدخول في اكتشافات باهظة الكلفة بمجرد أن تحول معنويات المستثمرين التركيز من التدفقات النقدية إلى الاحتياط. وقال الرئيس التنفيذي ل «شتات أويل» هلغه لوند «إذا نظرنا إلى عام 2013 فسنجد أن الموارد الجديدة المكتشفة فيه سجلت مستوى قياسياً منخفضاً، ومنذ مطلع السنة بلغت نحو 4.4 بليون برميل من المكافئ النفطي وهو أدنى مستوى منذ عقود». ولفتت مؤسسة «وود ماكنزي» الإستشارية إلى أن حجم الإستهلاك العام الماضي بلغ نحو نصف الاكتشافات الجديدة من الخام. ولم تسفر حملات تنقيب كبيرة في مناطق جديدة مثل غرب افريقيا وبحر بارنتس في القطب الشمالي، عن اكتشافات تذكر. والأسبوع الماضي أعلنت «ميرسك أويل» وقف التنقيب في البرازيل وخليج المكسيك الأميركي بسبب آبار ضعيفة وجافة على رغم أن احتياطها يعادل إنتاج 4.6 سنة فقط مقارنة بمتوسط يتراوح بين خمس سنوات وعشر لنظيراتها. ويتوقع محللون أن يتجاوز الإنفاق الرأسمالي العالمي على النفط والغاز 700 بليون دولار هذه السنة وهو مستوى قياسي، لكن الجزء الأكبر من النمو يأتي من شركات نفط حكومية في حين تشير شركات كبرى مثل «شل» و «شيفرون» و «بي بي» و «شتات أويل»، إلى أنها تخفض الانفاق أو تبقيه من دون تغير. ويتوقع «بنك باركليز» أن ترفع الشركات الحكومية الإنفاق عشرة في المئة هذه السنة في حين سيبقى إنفاق الشركات الكبرى مستقراً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «لوندين بتروليوم»، أشلي هيبنستال «يواجه كثير من الشركات ضغوطاً كبيرة من المستثمرين لتحقيق عائدات في الأجل القصير، وعندما تستثمر في التنقيب يجب أن تفكر وتستثمر للأجل الطويل». وأضاف: «أعتقد أن الشركات الكبرى ستدرك أنها لا تملك موارد كافية، لذا فإن المستثمرين سيغيرون تركيزهم فجأة وستضطر الشركات الكبرى للشراء». وقال المحلل لدى «ايه بي جي سندال كولير» جون أولايسن «هذه الحلقة مشابهة للأزمة الآسيوية في 1998 عندما ظلت نشاطات التنقيب مستقرة طوال ست سنوات، وستؤثر في سعر النفط وأعتقد أنها تؤثر بالفعل لأنك لو نظرت إلى أسعار العقود الآجلة للنفط حالياً فستجد أنها تتحرك صعوداً في وقت يتراجع السعر الفوري». وقال نائب الرئيس لخدمات التنقيب في «وود ماكنزي» أندرو لاثام «عدد كبير من الشركات في أميركا الشمالية انسحب من سوق التنقيب الدولية ويتجه إلى فرص محلية أكثر أمناً». من ناحية أخرى، أعلن مسؤولون في قطاع الطاقة الجزائري قبول البلد طلباً من شركات أجنبية، لإرجاء موعد فض العروض في جولة جديدة لعقود النفط والغاز إلى نهاية أيلول (سبتمبر) وهو التأجيل الثاني منذ إطلاق الجولة. وفي كانون الثاني (يناير) أطلقت الجزائر جولة لترسية عقود تتضمن 31 حقلاً وحددت موعد فتح عروض الشركات في السادس من الشهر الجاري. وقال مسؤول في تصريح الى وكالة «رويترز» «تم التأجيل مجدداً بناء على طلب شركائنا». وأشار إلى أن فض العروض سيكون في 30 أيلول ويُنتظر أن توقع العقود في 30 تشرين الأول (أكتوبر). من ناحية أخرى، أظهرت وثيقة لشركة «بتروليوس دي فنزويلا» المملوكة للدولة، أنها تدرس استيراد خام مزيج «صحارى» الجزائري لاستخدامه في تخفيف نفطها الثقيل العالي الكبريت. بدورها، أعلنت شركة «غلف كيستون بتروليوم» احتمال تأجيل زيادة الإنتاج في حقلها «شيخان» في إقليم كردستان العراق إلى عام 2015 نظراً الى نقص الموظفين الدوليين عقب إجلائهم من البلد بسبب تصاعد العنف. في الأسواق، انخفض سعر «برنت» في العقود الآجلة ولكنه ظل في نطاق بين 102 و103 دولارات للبرميل بعد أن ألقت وفرة المعروض وحريق مصفاة في الولاياتالمتحدة بظلالهما على الأسعار. ولم يتمكن «برنت» في عقود تشرين الأول من اختراق نطاق 102 إلى 103 دولارات للبرميل هذا الأسبوع بعد أن نزل الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياته في 14 شهراً، وانخفض تسعة سنتات إلى 102.63 دولار للبرميل. وهبط «الخام الاميركي» الخفيف 27 سنتاً إلى 93.61 دولار للبرميل.