تداخلت الخروق الأمنية السورية للحدود اللبنانية مع تلك المتعلقة بخطف اللبنانيين في سورية أو بحركة النزوح السورية المستمرة من دون توقف إلى لبنان، لتكلل اليوم بالتحرك الاحتجاجي المنوي تنفيذه من قبل الهيئات الشبابية في قوى 14 آذار أمام وزارة الخارجية اللبنانية ضد وزير الخارجية عدنان منصور والسفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي. وقابل مؤيدو سورية في لبنان ذلك بمواقف داعمة للنظام السوري عشية التحرك. وأصيب امس، ثلاثة لبنانيين وثلاثة عمال سوريين، جروح أحدهم خطيرة نتيجة سقوط قذائف في منطقة مشاريع القاع الحدودية، فيما أصيب 19 سورياً نازحاً من حلب بعد فقدان سائق الحافلة السورية التي تقلهم السيطرة عليها على طريق المصنع الحدودية اللبنانية. وقالت مصادر أمنية إن اللبنانيين الثلاثة أصيبوا بجروح بسبب سقوط قذيفة على منزلهم خلال تبادل لإطلاق النار على الحدود اللبنانية - السورية بين عناصر من «الجيش السوري الحر» المعارض و«حرس الحدود السوري» في منطقة المشاريع. أما العمال السوريين الثلاثة الذين يعملون في مزرعة يملكها آل التوم في منطقة مشاريع القاع فأصيبوا بسبب سقوط قذيفة على المزرعة خلال تبادل لإطلاق النار نفسه. ونقل الجرحى إلى مستشفى الهرمل الحكومي، وأفيد بأن إصابة احدهم خطرة. وكانت الحافلة السورية التي تقل نازحين من حلب اصطدمت بالحافة الإسمنتية عند نقطة الجمارك اللبنانية في المصنع ما أوقع 19 جريحاً بعضهم حالته خطرة ونقلوا جميعاً إلى مستشفيات شتورة وزحلة. واطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الداخلية مروان شربل على المفاوضات الجارية لإطلاق المخطوفين اللبنانيين العشرة في سورية، في وقت شجب عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني «سكوت الحكومة عن الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية من قتل وخطف، إضافة إلى فضيحة الوزير السابق ميشال سماحة». وأعلن أن «قوى 14 آذار تدرس خطواتها التصعيدية الهادفة إلى طرد السفير السوري عبد الكريم علي من لبنان وإقالة وزير الخارجية عدنان منصور من منصبه». إطلاق مخطوف لبناني وأثار إفراج السلطات السورية عن مخطوف لبناني أمضى في السجون السورية 27 سنة ويدعى يعقوب شمعون، آمال أهالي المخطوفين الذين مضى على تحركهم سنوات. واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية جان اوغاسابيان أن «عودة شمعون أحد أقدم المعتقلين اللبنانيين من سورية، تؤكد المطالب المحقة للأهالي»، داعياً الحكومة إلى «إعادة تشكيل لجنة لمتابعة ملف المخفيين في سورية، مثلما تتم متابعة ملف المخفيين ال10 في سورية». وشدد أوغاسابيان في حديث إلى «المؤسسة اللبنانية للإرسال» على انه «يجب إبقاء هذا الملف بعيداً عن المزايدات والإعلام، لأنه بغاية الحساسية». وكان المنسق المقيم لنشاطات الأممالمتحدة روبرت واتكنز بحث مع مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمار الموسوي ملف الزوار اللبنانيين العشرة المخطوفين في سورية «والإشارات الإيجابية على هذا الصعيد خصوصاً بعد الإفراج عن احدهم حسين علي عمر». في المقابل، زار النائب مروان فارس (الحزب السوري القومي الاجتماعي) السفارة السورية في لبنان، والتقى السفير علي. وقال إن البحث تركز على «الحملات المحمومة التي تشن ضد سورية من قبل فريق 14 آذار الذي كان من اشد المطالبين بالتمثيل الديبلوماسي السوري في لبنان». ورأى في تصريح بعد الزيارة إن «إذا كان هناك بين الدولتين اللبنانية والسورية معاهدة تعاون وأخوة، فإن المطالبة بالخروج على هذه المعاهدة افتئات بكل الأعراف الدولية والمعاهدات التي تقر باستمرار». وقال انه تم تأكيد أن «حلفاء سورية هم حلفاؤها المستمرون».وقال انه «تمت الإشارة إلى أهمية الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في حماية الحدود السورية - اللبنانية من تهريب المال والسلاح بخاصة أن هناك اتفاقات معمولاً بها بين الدولتين». وأشادت القيادة القطرية ل «حزب البعث العربي الاشتراكي» في لبنان، في بيان بعد اجتماع برئاسة فايز شكر، ب «مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران كمؤشر إيجابي إلى قدرة أكثرية دول وشعوب العالم على التعبير عن تطلعاتها ورفضها للسياسات الأحادية التي تمارسها الولاياتالمتحدة». واعتبر أن «ما تشهده الساحة اللبنانية وفي اكثر من منطقة من قتل وخطف وفلتان امني، وتحريض وتجييش في وسائل الإعلام وأماكن العبادة وتصريحات لمسؤولين حلقة مكملة للعدوان الحاصل على سورية»، وعلى الحريصين على لبنان أن يبادروا قبل فوات الأوان للعمل من اجل حمايته».