تكررت أمس حوادث إطلاق النار على الحدود السورية - اللبنانية، وفي منطقة عكار الشمالية هذه المرة، وأفادت المعلومات الأمنية بسقوط 3 جرحى من السوريين القاطنين في بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد. وأشارت المعلومات الى أن الجرحى الثلاثة أصيبوا برصاص أطلق من الجانب السوري من الحدود. وسبق هذا الحادث إقدام خمسة مسلحين من الجانب السوري على خطف مواطنين لبنانيين هما محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان من بلدة العبودية في منطقة عكار أثناء قيامهما بجمع المحصول الزراعي وساقوهما الى داخل الأراضي السورية، ما دفع بأهالي البلدة الى قطع الطريق الدولية بين البلدين الى أن يعرفوا مصير المخطوفين. وفيما بقيت الأنباء عن مصير المخطوفين اللبنانيين ال11 الذين احتجزوا قبل 10 أيام داخل الأراضي السورية فيما كانوا عائدين من زيارة دينية الى الأماكن المقدسة في إيران غامضة، وصل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى إسطنبول في تركيا لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو تتناول العلاقات الثنائية وملف المخطوفين في سورية. وقال ميقاتي الذي رافقه وزيرا الخارجية عدنان منصور والداخلية مروان شربل إن الزيارة تهدف بالدرجة الأولى الى متابعة البحث مع المسؤولين الأتراك في ما آلت إليه قضية المخطوفين اللبنانيين والمستجدات على هذا الصعيد. وأضاف: «نأمل بأن تفضي المساعي القائمة الى إنهاء هذا الملف الإنساني وطمأنة الأهالي الى مصير المخطوفين وعودتهم سالمين الى لبنان، كما سيتناول البحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إضافة الى التطورات في المنطقة، والدور التركي في هذا المجال». وكان ميقاتي أبلغ الوزراء في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت قبل ظهر أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن زيارته التي كان أجّلها السبت الماضي بعدما حصل الالتباس حول حصول عملية الإفراج عن المخطوفين، باتت ضرورية «لمعرفة ماذا حصل في خصوص ملف هؤلاء». وقال وزير الصحة علي حسن خليل إن جولة السفير التركي إينان أوزيلديز على كبار المسؤولين، أول من أمس، «أظهرت جدية أكثر في التضامن التركي مع قضية المخطوفين إن في المفاوضات أو في العمل على حل هذه القضية، وقد ترك مجلس الوزراء للرئيس ميقاتي متابعة الأمر». وأعلن الرئيس سليمان: «لا ندري إذا كانت المجموعة الخاطفة للبنانيين ال 11 عصابات أو معارضة»، وأنه يعمل بعيداً من الإعلام لكشف الغموض الذي يكتنف مصيرهم. وقال رئيس البرلمان نبيه بري أثناء اجتماعه مع هيئة مكتب المجلس النيابي أن السفير التركي أبلغه أمس أن المخطوفين «سالمون وبصحة جيدة». وأوضح بري أنه على تواصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «الذي تعاطى بجدية وإيجابية بعيداً من تحقيق كسب سياسي مع القضية». من جهة اخرى، نسبت قناة «المنار» التابعة ل»حزب الله» الى بري قوله أنه زوّد قيادات فلسطينية بأسماء المجموعة التي تخطط لاغتياله، محذراً من ان الأمر قد يقود البلد الى المجهول. الى ذلك، أفرجت السلطات السورية أمس عن المواطن اللبناني ناصر العربي الذي كان أُوقف في خراج بلدة كفرقوق في البقاع الغربي أثناء محاولته مع رفيقين له تهريب السجائر الى الأراضي السورية. على صعيد آخر، علّق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على ما آلت إليه حوادث الخطف بين محافظتي درعا والسويداء في سورية، وقال إن عمليات الخطف والخطف المضاد التي حصلت لا تتلاءم مع تقاليد وعادات أهالي المنطقتين، مشيراً الى طي الصفحة الأليمة في هذا الصدد. وشكر «من ساهموا في إنهاء المشكلة وحيا درعا الصامدة والثائرة والمقاومة التي انطلقت منها الثورة». ورأى أن «تمسك الشعب السوري بالوحدة الوطنية وحده الكفيل بحماية منجزات وتضحيات الثورة لأن كل الخيارات المعاكسة تصب في خدمة النظام ومشروعه التسلّطي».