أكدت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة ان رئيسها اسماعيل هنية قرر حضور قمة دول عدم الانحياز في طهران بناء على دعوة الرئيس محمود أحمدي نجاد. في المقابل، هددت السلطة الفلسطينية بمقاطعة القمة في حال حضور هنية، فيما اتهم رئيس الوزراء في رام الله سلام فياض ايران بالعمل على تكريس الانقسام الفلسطيني. وكان مكتب هنية أعلن اول من امس تلقيه دعوة رسمية من الرئيس الايراني لحضور القمة في طهران التي تعقد في 30 و31 آب (أغسطس) على رغم معارضة الولاياتالمتحدة واسرائيل، علماً ان حركة عدم الانحياز تضم 119 دولة عضوا، اضافة الى السلطة الفلسطينية. وسيحضر القمة ممثلون عن نحو 30 دولة، من بينهم الرئيس محمد مرسي، والزعيم الكوبي راوول كاسترو، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اضافة الى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ. وفي تعقيب على الدعوة الايرانية لهنية، قال الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو في بيان مقتضب تلقته وكالة «فرانس برس» ان «هنية سيحضر قمة عدم الانحياز في طهران استجابة لدعوة الرئيس الايراني». ووجه نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية محمد عوض دعوة الى السلطة بالتعاون من أجل تمثيل فلسطين في وفد موحد، وقال لوكالة «معا»: «يجب أن تكون الرؤى الفلسطينية واضحة، ويجب أن نوحد الجهود بدلا من التصريحات الإعلامية التي تدعو الى المقاطعة». وعبرت حكومة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية عن غضب واستهجان من دعوة ايران لهنية لحضور هذه القمة. وقال فياض في بيان صدر عن مكتبه، إن الدعوة الايرانية «تمثل تصعيداً خطيراً في موقف ايران المناوئ لوحدة الارض الفلسطينيةالمحتلة ولدور السلطة الوطنية في رعاية مصالح ابناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس». ووصف الموقف الايراني بأنه «معاد مستفيداً مما بدر من البعض، خصوصا أخيرا في اتجاه التعامل مع حماس وكأنها عنوان للشعب الفلسطيني تحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف». وحض هنية على رفض الدعوة الايرانية، وقال: «مبادرته (هنية) لرفض دعوة الرئيس الايراني ستسجل له كموقف تاريخي يضعه في موقف القائد المسؤول والغيور على المصالح العليا لشعبنا». من جانبه، قال وزير الخارجية في حكومة رام الله رياض المالكي ان القيادة بانتظار الحصول على بيان رسمي من وزارة الخارجية الايرانية لنفي توجيه دعوة الى هنية. واضاف في تصريحات لصحيفة «الايام» الفلسطينية اليومية: «عدم نفي الدعوة يعني تأكيداً، وفي هذه الحالة لن نشارك». بدورها، اعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ان دعوة إيران لهنية إلى القمة «تشير إلى انضمام إيران إلى أهداف الجوقة الإسرائيلية المعادية الهادفة، مهما اختلفت المصالح، إلى زعزعة النظام السياسي وشرعياته المنتخبة، وضرب هدف النضال الوطني الفلسطيني، من خلال حماية الانقسام وإدامة الانقلاب عبر تشجيع رموزه، ومدهم بالاعتراف والشرعية كما تفعل بالضبط الخطوة الإيرانية». وأكدت في بيان أنها «لن تسمح لأي قوة أو نظام بتجاوز مؤسسات الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبث الفرقة والتمزق بين شعبنا وحركته الوطنية». ولفتت إلى أن «القيادة الفلسطينية ستتخذ في ضوء خطوة النظام الإيراني مجموعة من الخطوات الهادفة إلى حماية مصالح شعبنا وتمثيله الوطني الواحد الموحد».