عندما أوقف المرشد الحافلة أمام صالون تجميل صبغت فيه مارلين مونرو شعرها باللون الأشقر للمرة الأولى، صاح أحد السياح بإعجاب متأثراً بالغوص في يوميات «أيقونة الجمال» في لوس انجليس. إلا أن على السائح اللجوء الى مخيلته، لأن صالون الحلاقة على «هوليوود بولفادر» الشهير، تحول اليوم الى متجر للتذكارات الرخيصة الثمن، بعيداً من أناقة الممثلة التي توفيت قبل 50 سنة. الجولة السياحية هذه التي تكلّف 60 دولاراً، تقودها إليزا جوردان المعجبة بمارلين مونرو منذ سن الخامسة والخبيرة بتفاصيل حياتها وفنها وسحرها. تبدأ الجولة في متحف هوليوود حيث يعرض جامعو أغراض مرتبطة بمونرو، كنوزهم حتى ايلول (سبتمبر) المقبل. وترحل الجولة بعدها في عالم النجمة الخاص مع مرورها أمام المدرسة التي تعلّمت فيها حيث كان رفاق النجمة يهزأون منها، ثم أمام المسرح المصري وهي قاعة سينما تاريخية في «هوليوود بولفادر» كانت تحبها مونرو لأنها تعرض قردة في أقفاص. وتمرّ الجولة بالميتم الذي أمضت فيه مونرو جزءاً من طفولتها. وتروي المرشدة: «عندما رأت نورما جين (اسم الممثلة الاصلي) للمرة الاولى اللوحة التي كتبت عليها كلمة «ميتم» عند المدخل، راحت تبكي وتصرخ «أنا لست يتيمة لدي والدتي، أرجوكم لا تتركوني هنا». وشبت النجمة التي مثلت في أفلام كوميدية مثل «جنتلمان بريفير بلوندز» (1953) و «هاو تو ماري ايه مليونير» (1953) و «سوم لايك ايت هوت» (1959)، في لوس انجليس في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، على ما تشير جوردان التي تشدّد أمام السياح على الرابط الحميم بين النجمة ولوس انجليس. وتقول المرشدة: «في تلك الفترة كانت المدينة تتمحور على السينما، وكان الناس بدأوا ينتقلون للاقامة في لوس انجليس للعمل في الفن السابع». وتشير جوردان الى أن هذه الجولة «هي طريقتي لأظهر للناس تاريخ هذه المنطقة. يظن البعض أن لا تاريخ ولا ثقافة في لوس انجليس، لكن بالطبع إنهما متوافران. إلا أن الناس لا يعرفون أين يجدونهما». وهذا المسار السياحي الجديد هو من بين مبادرات كثيرة تنظم في لوس أنجليس إحياء لذكرى وفاة النجمة في الخامس من آب (أغسطس) 1962. وشارك معجبون يرتدون الأحمر والأسود والأبيض أمس، في مأدبة تقام في استديوات «فوكس» التي كانت مارلين مونرو متعاقدة معها، فيما يقام قداس اليوم للمناسبة في احدى كنائس المدينة. لكن الحدث الأهم كان الخميس الماضي، إذ جمعت حفلة حول حوض سباحة 150 من معجبي مونرو أتوا من العالم بأسره. وقالت المنظمة ماري سيمز: «لا نلتقي إلا نادراً، لكننا على اتصال دائم عبر الانترنت»، مشيرة الى مشاركة معجبين من فنزويلا واستراليا ودول أوروبية عدة. وتنتهي جولة إليزا جوردان أمام بوابة يغطيها اللبلاب تؤدي الى منزل مونرو في حي برنتوود الفخم الذي توفيت فيه في الخامس من آب 1962 بعد تناولها جرعة زائدة من المهدئات عن 36 سنة. تحاول ليزا كوورز (إحدى السائحات) أن تسترق النظر عبر السياج وتقفز أملاً برؤية جزء من الحديقة من دون أن تنجح في ذلك. وتقول: «اقمت في لوس انجليس ثلاث سنوات وتاريخها يثير اهتمامي. انها مفعمة بالتاريخ فكل مبنى لديه قصة يرويها». وفي نهاية الجولة، تقر جوردان أمام السياح وغالبيتهم من النساء: «يسألني الناس لمَ أنت مهووسة الى هذا الحدّ بمارلين مونرو. السبب أن يتيمة تمكنت من التحول الى أشهر امرأة في العالم، وهذا يعني ان لا شيء مستحيلاً».