يشارك الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي اليوم للمرة الأولى في حفل تخريج دفعتين جديدتين من الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي في الإسكندرية في حضور رئيس المجلس العسكري وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ونائبه رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان اللذين التقاهما أمس ل «مناقشة بعض الأمور الخاصة بالقوات المسلحة في إطار حرص الرئيس على دعم القوات المسلحة»، حسب ما أعلنت مؤسسة الرئاسة. يأتي ذلك في وقت ساد الغموض مصير الحكومة الجديدة في ظل السرية التي تفرضها الرئاسة على اتصالات تشكيلها، وإشارت إلى استمرار حكومة رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري لأيام، ما يتناقض مع تصريح القائم بأعمال الناطق باسم الرئاسة ياسر علي بأن الحكومة الجديدة ستُشكل «قريباً». ويدشن مرسي اليوم انخراطه رسمياً في شؤون القوات المسلحة من خلال مشاركته في احتفالات الجيش بتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدفاع الجوي، يليها حفل آخر لتخريج دفعة مماثلة من طلاب الكلية البحرية. ويستمع مرسي في حضور طنطاوى وعنان إلى قسم يمين الولاء من خريجي الدفعتين. وستشمل الاحتفالات عروضاً ومناورات قتالية، يعرض خلالها الدارسون ما تم التدريب عليه خلال فترات الدراسة. ويردد الخريجون أمام الرئيس القسم ونصه: «أقسم بالله العظيم أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية، محافظاً على أمنها وسلامتها، حامياً ومدافعاً عنها في البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مخلصاً لرئيس الجمهورية، مطيعاً للأوامر العسكرية، ومحافظاً على سلاحي، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد». وستكون هذه هي المرة الأولى للرئيس الجديد التي يقوم خلالها بتقليد أنواط الواجب العسكري للخريجين الأوائل. وعلى صعيد تشكيل الحكومة، بدا لافتاً صدور تصريح للقائم بأعمال رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، عصام العريان أكد فيه أن «اختيار الفريق الرئاسي والحكومة أساسهما الكفاءة القادرة على القيام بالمهمات المطلوبة منها، وليس الانتماء الحزبي». وأضاف أن «الرئيس يحمل برنامجاً رئاسياً منطلقاً من برنامج حزب الحرية والعدالة، والحكومة تختار لتنفيذ برنامج الرئيس حتى وإن كانت من غير المنتمين للحزب». وقال مؤسس حزب «الوعي» شادي الغزالي حرب، وهو عضو في «الجبهة الوطنية» المتحالفة مع مرسي، إن الجبهة لا تتدخل في شكل مباشر في مفاوضات تشكيل الحكومة، لكنها تراقب تنفيذ البنود التي وافق عليها مرسي في وثيقة الجبهة، ومنها التأكد من أن رئيس الحكومة وغالبية أعضائها ليست من «الحرية والعدالة». وأضاف ل «الحياة»: «ليس مهمتنا ترشيح أسماء، لكن نتابع مع مرسي تنفيذ هذا الاتفاق، والأسماء التي يتم تداولها عبارة عن آراء، ونحن نطالب بمنح فرصة لمن أعطاهم الشعب شرعية، وضرورة مشاركتهم، ومنهم المرشحان الرئاسيان السابقان عبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي ووكيل مؤسسي حزب الدستور محمد البرادعي». وأوضح أن «قطاعاً كبيراً من الجبهة يؤكد ضرورة مشاركة هؤلاء لأن في وجودهم تطميناً لقوى الثورة». وأشار إلى أن مساعدي مرسي يستقبلون هذه الاقتراحات ب «الترحيب»، لكنه لفت إلى أن أعضاء الجبهة لا يتلقون منهم رداً على ميعاد إعلان الحكومة الجديدة «وإن كنا أبلغناهم بأن كل تأخير لا يصب في مصلحة الرئيس في ظل الهجوم الإعلامي عليه في هذه المرحلة وبالتالي من مصلحته التحصن بالتيارات الأخرى». ورغم أن الرئاسة أعلنت أول من امس أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم «قريباً»، إلا أن مصادر في الحكومة أكدت ل «الحياة» أن الجنزوري ارتبط بمواعيد بعضها في منتصف الأسبوع المقبل، ما يشير إلى أنه مستمر حتى ذلك الوقت على الأقل، فيما فسر مراقبون تكليفات مرسي للجنزوري والمحافظين بأنها تعني استمرار حكومة تسيير الأعمال في ممارسة مهماتها لفترة. ونفى القائم بأعمال الناطق باسم الرئاسة ياسر علي الاستقرار على تسمية البرادعي رئيساً للوزراء. وقال: «لم يتم تسمية رئيس للوزراء حتى الآن». وكان مرسي استقبل أمس نائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات منيرة عبد الهادي. وصرح علي بأن الرئيس أكد خلال اللقاء «ضرورة تفعيل الدور الرقابي المهم لهذا الجهاز الحيوي، وأكد دعمه الكامل له في قيامه بدوره الوطني، لحرصه على تفعيل دور الأجهزة الرقابية». والتقى مرسي مبعوث ملك البحرين وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم بن فضل البوعينين الذي «قدم له التهنئة على نجاح التجربة الديموقراطية في مصر وانتخابه رئيساً»، بحسب علي. وعرض الرئيس مع مبعوث العاهل البحريني «آخر التطورات على الساحة العربية ومنطقة الخليج، وسبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين، وتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين». وقال البوعينين إنه سلم رسالة من العاهل البحريني إلى مرسي تناولت تهنئة الأخير بتنصيبه رئيساً لمصر،» وكذلك المواضيع التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية في الوقت الراهن». وأضاف أنه بحث في «الجهود المصرية المطلوبة لبناء البحرين الجديدة». وأوضح أن «رسالة الملك إلى الرئيس مرسي تضمنت دعوته لزيارة البحرين في أقرب وقت»، مشيراً إلى أن «الرئيس قبل هذه الدعوة». وعما يثار عن عودة العلاقات المصرية - الإيرانية ، قال الوزير البحريني: «استطيع أن أؤكد أن مصر حكومة وشعباً مع القضايا العربية وهو الموقف المعروف عنها مهما تعاقب عليها الرؤساء». وأضاف أن «موقف مصر الثابت دائماً هو الوقوف مع العرب في كل قضاياهم واعتبار كل تهديد يمس الأمن العربي، خصوصاً الخليجي، هو تهديد يمس الأمن القومي المصري وهو ما أكده الرئيس مرسي».