في وقت نفت الرئاسة المصرية تلقيها دعوة لزيارة الرئيس محمد مرسي طهران خلال القمة المقبلة لحركة عدم الانحياز المقرر عقدها في 29 و30 آب (أغسطس) المقبل، علمت «الحياة» أن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي سيلتقي مرسي الاثنين المقبل لتسليمه دعوة الى زيارة إيران لحضور القمة التي ستشهد نقل رئاسة الحركة من مصر إلى إيران. وظهرت أمس مقدمات خلاف على التشكيل الحكومي بين مرسي وقوى ساندته في الانتخابات. وأعلنت الرئاسة أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم «قريباً» من دون تحديد موعد، فيما علمت «الحياة» أن «الجبهة الوطنية» التي شكلها مرسي مع شخصيات عامة وقوى ثورية قبل إعلان فوزه، سترفع إلى الرئيس اليوم، عبر مساعديه، قائمة بأسماء مقترحة لمواقع رئيس الحكومة والوزراء ونواب الرئيس من أجل دراستها. وتقود «الجبهة الوطنية» مفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة، يشارك فيها حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، الذي ترشح مرسي على تذكرته، وأيضاً مساعدين له. وفي حين أكدت مصادر في «الإخوان» ل «الحياة» أن المعارض البارز محمد البرادعي «بعيد تماماً عن الترشح لرئاسة الحكومة الجديدة»، وقال عضو الجبهة مؤسس «حركة 6 أبريل» أحمد ماهر ل «الحياة» إن المفاوضات «شهدت أخيراً نقاشات حول تولي البرادعي رئاسة الوزراء وتعيين المرشح السابق للرئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح والمفكر القبطي سمير مرقص نائبين للرئيس». إلا أن مصادر «الإخوان» استغربت «طرح أسماء ناشطين وكأنهم صاروا ضمن الفريق الرئاسي أو التشكيل الحكومي». وأكدت أن «الرئيس يبحث في الأمر بعيداً من الاسماء المتداولة إعلامياً بهدف تلميعها». ولوحظ غياب التيار السلفي عن المفاوضات التي يجريها مقربون من مرسي مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة والفريق الرئاسي. وقال عضو «الجبهة الوطنية» حسن نافعة ل «الحياة» إن «مساعدين لمرسي يحضرون النقاشات التي نجريها لنقل ما نطرحه إليه»، مشيراً إلى أن قياديين في «الحرية والعدالة» أبرزهم محمد البلتاجي «يحضرون باعتبارهم أعضاء في الجبهة»، في غياب ممثلين عن حزبي «النور» السلفي و»البناء والتنمية»، الذراع السياسي ل «الجماعة الإسلامية». وأقر الناطق باسم حزب «النور» يسري حماد ب «عدم الحديث مع مرسي في مسائل تشكيل الحكومة أو الفريق الرئاسي كما لم يستطلع رأينا في تلك القضايا». وقال ل «الحياة» إن اللقاء الذي جمع السلفيين بمرسي قبل أيام «لم يتطرق إلى مناقشات تشكيل الحكومة، وانما اكتفى بالاستماع إلى وجهة نظرنا في المرحلة المقبلة». إلى ذلك، سعى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى تهدئة التوتر بين بلاده ومصر، على خلفية طلب القاهرة توضيحات بعد تصريحات لقائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم هاجم فيها الرئيس الجديد. وقال الوزير أمس إن بلاده «تتطلع إلى تعزيز علاقات التعاون الوثيق مع مصر الشقيقة»، مؤكداً الحرص على «توثيق هذه العلاقات التاريخية والأخوية خلال الفترة المقبلة على الصعد السياسية والاستثمارية والاقتصادية». وقال إن «العلاقات الإماراتية - المصرية أرضها صلبة وهناك رغبة حقيقية في تطويرها بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الشقيقين». وأشاد بكلمة مرسي في جامعة القاهرة «لما احتوته من قواعد ثابتة للسياسة الخارجية المصرية، وعلى رأسها الالتزام المصري الواضح بالأمن القومي العربي»، داعياً إلى «دور مصري قوي ومتزن وفاعل ينعكس إيجاباً على عالمنا العربي ليصبح أكثر تأثيراً في الساحة العالمية ويمنع التدخلات الإقليمية في الشأن العربي». وثمن إشارة الرئيس المصري إلى عدم التدخل في شؤون الغير وعدم تصدير الثورة. وقال إن «هذا التوجه هو توجه رجل الدولة القادر وهو توجه مصر الدولة التي يرغب كل العرب في رؤيتها مستقرة مزدهرة».