أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صلاة الميت في رحاب البيت العتيق في مكةالمكرمة بعد صلاة مغرب أمس (الأحد)، على أخيه وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود الذي ووري ثرى مقبرة العدل في مكةالمكرمة، في موكب مهيب وسط حزن غامر، بحضور عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية والمبعوثين الذين مثلوا رؤساء دولهم في وداع ولي العهد السعودي الذي انتقل إلى رحمة الله السبت خارج المملكة. ووصل جثمانه إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس. واحتشد آلاف المصلين من الأمراء والمسؤولين والمواطنين والمقيمين لأداء صلاة الميت على الفقيد. وتواصل على الصعيد العالمي إعراب قادة الدول ومسؤوليها عن الحزن على فقد الرجل الذي أجمعوا على وصفه ب«أمير الأمن والأمان» و«رجل نجدة المصابين بالكوارث في كل مكان». وكان الحضور المحلي والخليجي والعربي الكبير في تشييع الأمير نايف بن عبدالعزيز استفتاء على «كاريزما» الفقيد، واعترافاً بأدواره في المشاركة في بناء السعودية على مدى خمسة عقود. وامتلأت باحة المسجد الحرام وساحاته بالمصلين الذين تنادوا للصلاة على جثمان الراحل. وأدى مئات آلاف المصلين صلاة الغائب بعد صلاة العشاء أمس في المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، وفي جميع جوامع ومساجد المدن والقرى السعودية، استجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وذكرت صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية أمس أن الأمير نايف ظل يدافع عن تقاليد بلاده ودينه حتى وفاته في جنيف (السبت). ووصفت الأمير نايف بأنه كان شخصية قوية النفوذ، وأنه سيدخل التاريخ باعتباره صاحب القبضة الحديد التي سحقت تنظيم «القاعدة» في السعودية في أعقاب الهجمات الإرهابية الدموية التي نفذتها في المملكة خلال الفترة من العام 2003 إلى 2006. ووصفت صحيفة «خليج تايمز» الإماراتية الصادرة بالإنكليزية الأمير نايف بأنه كان «براغماتياً». وأشارت إلى علاقاته الوطيدة بزعماء ووزراء العالم العربي. وأدى صلاة الميت على الفقيد أمس كل من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الجابر، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. كما أدى صلاة الميت وشارك في تشييع الأمير نايف الأمير رشيد بن الحسن الثاني، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورؤساء كل من السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتشاد إدريس ديبي، والصومال شيخ شريف شيخ أحمد، وجيبوتي إسماعيل عمر غيلة، ومورتيانيا محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس المجلس العسكري في مصر المشير محمد حسين طنطاوي. كما شارك في أداء صلاة الميت والتشييع رؤساء حكومات الأردن فايز الطراونة، ولبنان نجيب ميقاتي، وباكستان يوسف رضا جيلاني، وتونس حمادي الجيالي، ورئيس البرلمان الجزائري عبدالقادر بن صالح، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ووزيرا القانون الهندي سليمان خورشيد والدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين. وتواصل أمس إعراب قادة دول العالم عن حزنهم وشعورهم بالفقد الجلل. فقد قال نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في بيان: «لقد أحزنتني للغاية وفاة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. وكوزير للداخلية لمدة 40 سنة تقريباً، قدم إسهاماً تاريخياً لأمن المملكة، وشراكتها القوية مع الولاياتالمتحدة في محاربة الإرهاب». وقالت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان أول من أمس: «لقد كرّس الأمير نايف حياته لأمن المملكة العربية السعودية وحربها ضد التطرف. لقد كان الأمير نايف شريكاً قيماً وقوياً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، وكان زعيماً متفانياً وشجاعاً في خدمة المملكة العربية السعودية». ونوّه وزير الخارجية الاسترالي في بيان أمس ب «الدور الرائد» للأمير نايف في مكافحة التطرف والإرهاب، ودعم السلام الإقليمي والعالمي. وأعرب عن تعازي الحكومة والشعب الأسترالي لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي. كما أعرب الرئيس الصيني هو جينتاو عن تعازيه لخادم الحرمين، وقال: «كان الأمير نايف بن عبدالعزيز حريصاً على تطوير العلاقات الصينية – السعودية». وأشارت وكالة «ريانوفوستي» الروسية أمس إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين معزياً ومواسياً في غياب الأمير نايف. ووصل إلى جدة أمس لتقديم التعازي في وفاة الأمير نايف ملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس أفغانستان حامد كرازاي، ووزير خارجية النيجر محمد بازوم، ورئيس وزراء البحرين الشيخ سلمان آل خليفة. واتصل رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل هاتفياً بخادم الحرمين معزياً ومواسياً. وأعرب رئيس بنغلاديش محمد ظل الرحمن في برقية إلى خادم الحرمين عن صادق مواساته في وفاة الأمير نايف، واصفاً غيابه بأنه «خسارة لا تعوض للأسرة المالكة والمملكة العربية السعودية والعالم بأسره». وقالت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد في برقية مماثلة لخادم الحرمين الشريفين: «لقد فقدت بنغلاديش واحداً من أشقائها الكبار».