عاشت السعودية أمس (الثلثاء) يوماً حزيناً شهد تشييع مهيب لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مقبرة العود في الرياض، بعد الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله. وتقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المصلين من قادة الدول العربية والإسلامية والأمراء وأبناء الشعب السعودي في صلاة الجنازة. ووري جثمان ولي العهد ثرى «مقبرة العود» في الرياض أمس وسط حزن غامر وأسى عمّ أرجاء السعودية، إذ أقيمت صلاة الغائب على روح الفقيد في مساجد البلاد وجوامعها، خصوصاً الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ومثّل الحضور العربي والإسلامي والدولي الكبير في التشييع أمس انعكاساً للتقدير الذي حظي به الأمير سلطان بن عبدالعزيز في أرجاء العالم. وشهد مطار القاعدة الجوية في الرياض حركة جوية لا سابق لها، مع توافد عشرات الوفود التي قادها ملوك وأولياء عهود ومبعوثون خاصون ورؤساء دول وحكومات ونواب رؤساء ووزراء خارجية. وأعلن في الرياض أمس أن العزاء في الفقيد الراحل سيكون في الديوان الملكي في قصر اليمامة بالرياض بعد صلاة العشاء من أيام الثلثاء والأربعاء والخميس. وبعد صلاة الميت تلقى خادم الحرمين الشريفين التعازي من قادة الدول العربية والإسلامية. وتدفقت الحشود بعد صلاة الجنازة على مقبرة العود لإلقاء النظرة الأخيرة على ولي العهد، فيما اعتلى سكان المناطق المجاورة المباني الشاهقة لمتابعة مشهد الوداع الحزين. ووري جثمان الفقيد ثرى مقبرة العود حيث يرقد والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وإخوانه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد. وأشارت «رويترز» إلى أن كثرة الوفود العربية والإسلامية والأجنبية وضخامة عدد كبير منها يمثلان انعكاساً للمكانة الرفيعة والنفوذ الكبير اللذين كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز يتمتع بهما من خلال المناصب الرفيعة والأدوار المهمة التي قام بها على الصعيد السياسي والدفاعي والديبلوماسي والإنساني في المنطقة والعالم. وأدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرؤساء الأفغاني حامد كرزاي والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة والسنغالي عبدالله واد والسوداني عمر حسن البشير والفلسطيني محمود عباس ورئيس جزر القمر اكيليل ضنين ورئيس المجلس العسكري بمصر المشير محمد حسين طنطاوي ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب بن تون عبدالرزاق والأمير رشيد بن الحسن الثاني شقيق ملك المغرب والوزير الأول في موريتانيا الدكتور مولاي ولد محمد القظف ونائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي. وأدى صلاة الميت مع خادم الحرمين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود والأمراء وأبناء الفقيد مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وأمير تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز والأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير فيصل بن سلطان ونائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز ومساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الأمنية الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز وإخوانهم الأمير نايف والأمير أحمد والأمير نواف والأمير منصور والأمير عبدالله والأمير فواز والأمير عبدالإله والأمير عبدالمجيد. وشارك في الصلاة على جنازة ولي العهد وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي. ومثّل تركيا نائب الرئيس بولند آرينج، وشارك ولي عهد بروناي دار السلام الأمير المهتدي بالله، ونائب الرئيس الفيليبيني أميجا جدو بناي، ورئيس نيوزيلندا سير جيرميا ماتباراي، ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي الفريق أول محمد بن زايد، ورفعت الأسد، والرئيس السوداني السابق عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب. وشهدت المنطقة المحيطة بجامع الإمام تركي بن عبدالله ومقبرة العود حشوداً غفيرة تابعت موكب وداع الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى مثواه الأخير. ووصف مواطنون تحدثوا إلى «الحياة» الحدث بأنه يوم مفعم بالحزن، وأجمعوا على وصف فقيد البلاد والإنسانية بأنه كان صاحب الابتسامة الفطرية البهية، الذي رحل تاركاً وراءه أعماله الخيرية والإنسانية وإنجازاته التنموية لتخلَِّد اسمه في صحائف الخلود والمجد.