موسكو – رويترز، أ ف ب - فتشت الشرطة الروسية أمس، منازل معارضين بارزين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك عشية تنظيم تظاهرة مناهضة لحكمه يتوقع أن تجذب الآف الأشخاص، ما يشكل تحذيراً واضحاً لهم بأن صبره نفد من الاحتجاجات، وأنه قد يستخدم تكتيكات أكثر عدوانية لسحقها في بداية ولايته الرئاسية التي تمتد ست سنوات. والجمعة الماضي، وقّع بوتين قانوناً زاد الغرامات المفروضة على التظاهرات غير المرخصة وصولاً إلى 300 ألف روبل (9200 دولار) للمشاركين ومليون روبل (360 ألف دولار) للمنظمين، ما جعله يتجاهل تحذيرات وجهها مجلس حقوق الإنسان من عدم دستوريتها، مع العلم أن معارضي بوتين أكدوا أن القانون يهدف إلى إسكاتهم. وأعلن جهاز التحقيقات الرئيسي في الشرطة تنفيذ عشر عمليات تفتيش تتعلق بتحقيق جنائي في أعمال عنف ارتكبت ضد رجال الأمن خلال احتجاج نظِم في موسكو عشية تولي بوتين الرئاسة في السابع من أيار (مايو) الماضي، وأن الأشخاص المستهدفين مدعوون للاستجواب اليوم. وانتهت تظاهرة السادس من أيار، التي شارك فيها أكثر من عشرين ألف شخص، «بفوضى واسعة»، إذ أسفرت صدامات عن سقوط عدد كبير من الجرحى بين المتظاهرين والشرطة، كما اعتقل مئات من الأشخاص، قبل أن يُدان 12 منهم بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى عشر سنوات. وأكدت المعارضة حينها أن مشاغبين في الشرطة تسببوا في الصدامات. وأوضح جهاز التحقيقات أن عمليات التفتيش شملت شقتي الزعيمين المعارضين البارزين أليكسي نافالني وسيرغي أودالتسوف في موسكو، وكذلك شقق قائد حركة تضامن إيليا ياشين والمذيعة التلفزيونية كيسينا سوبتشاك ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نمتسوف. وكتب نافالني، وهو مدون مناهض للفساد وأحد منظمي الاحتجاجات ضد تزوير الانتخابات البرلمانية التي أجريت في كانون الأول (ديسمبر) وفاز بها حزب بوتين، على موقع «تويتر»: فتشوا منزلي بعدما كسروا الباب، ثم صادروا أجهزة إلكترونية بينها أقراص احتوت صور أطفاله». وأفاد راديو «إيخو موسكفي» بأن «الشرطة منعت محامي نافالني من دخول الشقة لساعات. وكشفت الناطقة باسمه بأن شرطة مسلحة فتشت مكتباً يستخدمه، ولم يوجد فيه أي شخص. واعتبر معارضون أن عمليات التفتيش «تشير إلى تخلي بوتين عن الديموقراطية»، وقال سيرغي ميتروخين، الزعيم الليبرالي المعارض: «توقف بوتين حتى عن محاكاة الديموقراطية». وأبدى عشرات غضبهم من هذا التحرك، مستخدمين شبكة الإنترنت في التفاف على التلفزيون الخاضع لسيطرة الدولة بالكامل، وكتب أحدهم على «تويتر»: «فوفا مجنون» مستخدماً الكنية الشائعة لبوتين. وعموماً، حصلت المعارضة على تصريح لتنظيم مسيرتهم الحاشدة وسط موسكو اليوم، والتي ستختبر قدرتهم على مواصلة الضغط على بوتين، وقال الناشط سيرغي دافيديس: «الإجراءات القمعية المجنونة الجديدة تهدف إلى ترهيب الناس، لكن احتجاجنا سيسير وفق الخطة. شرطيون أمام منزل نافالني في موسكو (رويترز)