تكثفت الاتصالات والاجتماعات لخفض مستوى التوتر الذي يسود منطقة عكار (شمال لبنان) على خلفية مقتل الشيخين احمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب عند حاجز للجيش اللبناني في منطقة الكويخات الأحد الماضي، خصوصاً ان قطع الطرق بقي على حاله بعد دفن الضحيتين، بل اتخذ شكل سواتر ترابية ما شل الحركة في المنطقة وسادت حال من الفوضى على مفارق بعض البلدات التي تشهد قطع الطرق. وفيما ذكر ان التحقيقات مستمرة مع الموقوفين الضباط الثلاثة والعناصر ال 19 الذين كانوا على الحاجز المذكور بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اعلن في البيرة مسقط الشيخين وقف تقبل التعازي بهما الى حين معرفة نتيجة التحقيقات ومعاقبة المرتكبين. وشهدت البيرة اجتماعات بين نواب المنطقة وفاعلياتها، وخرج بعد الظهر علاء عبد الواحد شقيق الشيخ عبد الواحد ليصرح وإلى جانبه عضو كتلة «المستقبل» النيابية خالد الضاهر، بأنه يشكر «الأهل والمحبين الذين وقفوا معنا وقفة عز وكرامة»، وقال ان ما جرى في البداية امس (اول من امس) هو رد فعل، ونطلب من الأخوة والمحبين الا يقطعوا الطريق نهائياً، ونطلب من الجميع فتح الطريق، وغداً (اليوم) سيعقد مؤتمر لإعلان موقف في هذا الموضوع». وسئل عن مصير التعازي بالفقيدين، فرحب «بالمعزين»، وأشار الى ان اجتماع اليوم ستشارك فيه فاعليات من قوى 14 آذار. وأكد ان فتح الطريق سيجري اعتباراً من لحظة انتهاء التصريح. وكان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي التقى في مكتبه، عضو كتلة «المستقبل» هادي حبيش، وجرى البحث بحسب بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش في «التطورات الأخيرة في منطقة الشمال». تعازي قبلان ونصر الله وتلقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالاً هاتفياً من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي قدم له التعازي «باستشهاد الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب». وأفاد اعلام «حزب الله» بأن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اتصل بقباني «معزياً باسم الأمين العام وقيادة الحزب باستشهاد الشيخ عبد الواحد ورفيقه الشيخ مرعب، مؤكداً ضرورة متابعة التحقيق الجدي والمطَمئِن في هذا الحادث الأليم بما يحدد المسؤولية، ويتخذ الإجراءات المناسبة». وأضاف البيان ان الشيخ قاسم «أكد الحرص على ضرورة الاستقرار ومساندة دور الجيش الحساس والمهم لحماية السلم الأهلي والأمن في لبنان». وفي المواقف من الحادث، دعا «لقاء العلماء والدعاة في الشمال» في بيان «إلى الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الحادثة». فيما طالبت الفاعليات السياسية والدينية والاجتماعية في المنية ب «محاسبة الفاعلين والمحرضين من افراد المؤسسة العسكرية مهما علت رتبهم، وإنزال أشد العقوبات بهم». وشهد ساحل المتن في السادسة مساء، مسيرات سيّارة تحمل الأعلام اللبنانية ورايات الجيش «دعماً للجيش اللبناني وضد من يطالب باستقالة قائده».