فارقت الابتسامة محيا مسعود محمد الحبابي (45 عاماً) منذ نحو 20 عاماً، جراء جراحة في فقرات الرقبة، ومنذ ذلك الحين وهو يبحث عن الخلاص، الذي تبعثر بين أروقة «البيروقراطية» واللجان الطبية في الدماموالرياض.وعلى رغم تدخل وزير الصحة عبدالله الربيعة لسرعة معالجة الوضع، إلا أن السرعة تعثرت في الدمام. وقلبت «الجراحة الفاشلة» حياة الحبابي وأجبرته على التقاعد المبكر وعدم الزواج. وكان الحبابي أجرى جراحة لتعديل فقرتين في الرقبة في مستشفى الملك فهد الجامعي قبل 20 عاماً، إلا أنها لم تنجح بل تضاعفت المشكلة من كسر فقرتين إلى كسور في ست فقرات، كما أنه لم يرفع دعوى ضد الطبيب لعدم علمه حينها بمثل هذه الإجراءات، إضافة إلى إنهاء خدمات الطبيب وسفره إلى وطنه، ما أضاع عليه حق التعويض بعد مضي هذه السنوات. وما زاد من ألم مسعود هو عدم سرعة تجاوب الجهات المعنية مع الأمر، على رغم التقارير الطبية والأشعة التي أجريت له والتوصيات بضرورة الإسراع في إجراء جراحة أخرى قبل تدهور صحته أكثر. «مع ذلك فإن الأمل في العلاج في الخارج لعجز المستشفيات عن علاجي». وتحامل الحبابي على ألمه، رغبة في الحصول على قرار علاجه في الخارج، في ظل عدم وجود مستشفى في السعودية يقدم هذا النوع من الجراحات، وتوجه في العام 2006 إلى اللجنة الطبية في الدمام، وعن ذلك يقول مسعود: «حولتني اللجنة الطبية إلى الهيئة الطبية العليا في الرياض، لكنها رفضت علاجي في الخارج». أمام ذلك اضطر الحبابي إلى الاستئناف: «التقيت وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وشرحت له حالتي الصحية، وبادر إلى تحويل الملف مع توصية إلى أحد المسؤولين، ومنه جرى تحويلها إلى الهيئة الطبية العليا التي أرسلت المعاملة إلى اللجنة الطبية في الدمام، إلا أن هذه الأخيرة حولتني إلى مستشفى الملك فهد التخصصي وضاعت التوصية ولم يحدث شيء»، موضحاً: «تعثرت المعاملة بعد رفض رئيس قسم طب الأعصاب التوقيع على تقرير يوصي بالعلاج الفوري في الخارج، وبذلك أضاع علي باب أمل انتظرته طويلاً». ولا يخفي الحبابي حنقه على المسؤولين في مستشفى الملك فهد: «لا أعلم كيف يرفض المسؤولون في المستشفى علاجي في الخارج والطبيب يعلم يقيناً بعدم وجود علاج في المستشفى أو في المملكة، ثم إن التوصيات التي حصلت عليها من أطباء مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وبعد كشوفات وأشعة، تقرر وفي صورة عاجلة أن العلاج موجود في ألمانيا أو الولاياتالمتحدة الأميركية». ويعتبر الحبابي أن الجراحة الفاشلة التي أجريت له منذ نحو 20 عاماً كانت كارثة بكل المقاييس: «تقاعدت مبكراً ولم أتزوج بسبب الجراحة، وأعيش وحيداً في منزلي»، مضيفاً: «الوضع ازداد سوءاً هذا العام، كنت من قبل استطيع التحرك وقيادة السيارة، أما الآن فقد تغير الوضع إلى الأسوأ، التعب والمرض يحاصرانني من كل جانب». ويؤكد مسعود أنه ما زال عاجزاً عن فهم أسباب رفض مستشفى الملك فهد علاجه في الخارج، لافتاً إلى أن آخر ما كان يتوقعه هو ذلك الموقف الغريب: «قبل أن أجري الجراحة المشؤومة وتحديداً في عام 1405ه وفرت لي دولة قطر رحلة إلى بريطانيا، وأجريت هناك فحصاً طبياً لكنني لم أعالج». وتمنى مسعود أن ينتهي هذا الكابوس الذي رافقه طوال السنوات الماضية، «وحين لاحت الفرصة أخيراً لوداعه منعها توقيع طبيب في مستشفى الملك فهد التخصصي»، مشيراً إلى أنه سيواصل مطالباته للمسؤولين بضرورة علاجه وإنهاء معاناته.