أبدت فرنسا الثلثاء استعدادها "كي تلبي سريعاً احتياجات لبنان"، بعدما طالب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي باريس بتسريع تسليم الاسلحة التي من المقرر ان يحصل عليها الجيش بموجب هبة سعودية. وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني: "نحن على اتصال وثيق مع شركائنا من اجل تلبية احتياجات لبنان سريعا". واضاف ان "فرنسا ملتزمة بالكامل بدعم الجيش اللبناني". وتابع خلال مؤتمر صحافي الكتروني ان "فرنسا ملتزمة تماما في دعم الجيش اللبناني الذي هو ركيزة استقرار لبنان ووحدته". واوضح ان فرنسا "كانت وراء مبادرة المجموعة الدولية لدعم لبنان ويتعلق احد شقوقها الثلاثة بتعزيز القدرات العسكرية للبنان". وتأتي التصريحات الفرنسية بعد مطالبة قهوجي بالاسراع في تزويد الجيش بالاسلحة الفرنسية، في وقت يخوض الجيش منذ السبت معارك مع مسلحين في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سورية، وذلك في تصريحات ادلى بها لوكالة "فرانس برس". وحذر قهوجي من خطورة الوضع في عرسال، مؤكدا مواصلة الجيش المعركة مع مسلحين هاجموا مراكزه السبت اثر توقيفه قياديا جهاديا. وادت المعارك الى مقتل 14 عسكريا على الاقل بينهم ضابطان، وفقدان الاتصال مع 22 آخرين. وقال قهوجي "هذه المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقد اليها الجيش، من هنا ضرورة الاسراع في تزويده المساعدات العسكرية اللازمة، عبر تثبيت لوائح الاسلحة المطلوبة ضمن الهبة السعودية عبر فرنسا ومؤتمر روما لدعم الجيش". ولم يحدد الجيش تفاصيل هذه اللوائح، والتي تأتي ضمن هبة قيمتها ثلاثة بلايين دولار اميركي، اعلنت السعودية في كانون الاول (ديسمبر) 2013 تخصيصها لشراء اسلحة من فرنسا لصالح الجيش اللبناني. وأكد قهوجي ان الوضع الامني على اطراف عرسال وفي محيطها "خطر"، مؤكدا ان "معركة جرود عرسال التي يخوضها الجيش ليست الا حلقة في اشكال مواجهة الارهاب بكافة اشكاله واينما كان". واضاف ان "معركة الجيش ضد الارهابيين والتكفيريين مستمرة"، مضيفا ان "الجيش مصر على استعادة العسكريين المفقودين". واستقدم الجيش تعزيزات كبيرة الى محيط عرسال، ويقوم بقصف التلال المحيطة بها، تزامنا مع اشتباكات بالرشاشات الثقيلة. واعلن الجيش انه انهى "تعزيز المواقع العسكرية الأمامية، وتأمين ربطها ببعضها البعض ورفدها بالإمدادات اللازمة"، مؤكدا مواصلة "مطاردة المجموعات المسلحة". وكان رئيس الحكومة تمام سلام اعلن امس اثر جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، انه طلب من فرنسا "تسريع تسليم الاسلحة التي سبق الاتفاق عليها في اطار صفقة التسلح الممولة من المملكة العربية السعودية". وشن المسلحون السبت هجوماً على مواقع للجيش في محيط عرسال، اثر قيام الاخير بتوقيف جهادياً سورياً اسمه عماد احمد جمعة. وقال الجيش ان جمعة اعترف بانتمائه الى "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سورية. بيد ان حسابات جهادية على مواقع التواصل، تداولت شريطا مصورا لجمعة، يعلن فيه حديثا مبايعته زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ابو بكر البغدادي.