أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، أن "لا مهادنة مع من استباح أمن لبنان ولا حلول سياسية مع التكفيريين والحل الوحيد هو انسحاب المسلحين من عرسال ومحيطها". وقال في كلمة له بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي أمس: "نبذل كل الجهود لتزويد الجيش بكل ما يحتاج للدفاع عن لبنان وطلبت من فرنسا تسريع عملية تسليم الأسلحة"، مشيرا إلى أن "الحكومة قررت استنفار كل أجهزة الدولة ومؤسساتها للدفاع عن أمن لبنان". وأضاف: "يتعرض لبنان لعدوان صريح من قبل مجموعات ظلامية، انتهكت السيادة اللبنانية، تنفيذا لخطة مشبوهة ترمي إلى شل قدرة الدولة"، مشددا على أن "الاعتداء على الكرامة الوطنية اللبنانية لن يمر دون عقاب ومجلس الوزراء متأهب للمتابعة بشكل متواصل". من جهته شدد وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، على وجوب "خروج المسلحين السوريين من عرسال، وحصول إجماع سياسي في مجلس الوزراء حول الخطة التي يقرر الجيش اعتمادها لتحرير عرسال"، في وقت تصاعدت وتيرة المعارك في بلدة عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" أمس، ودارت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في محلتي رأس السرج ووادي عطا. وعثر الجيش اللبناني على جثث 50 متشددا، وأحبط محاولة هجوم معاكسة للمسلحين على نقطة المهنية في عرسال، مما أدى إلى تراجعهم، ودمر مركزا لتجمع آليات الإرهابيين في أطراف عرسال، مستهدفا مجموعات مسلحة في منطقة الملاهي. واستقدم لاحقا تعزيزات إلى مشارف عرسال للمشاركة في المعارك، في وقت تحضر فيه فوج المغاوير لاستعادة نقطة وادي الحصن، التي سيطر عليها المسلحون منذ 3 أيام، فيما دخلت مجموعات مسلحة جديدة إلى البلدة، بعد إحكام وحدات الجيش سيطرتها الكاملة على مبنى مهنية عرسال والتلال المشرفة على اللبوة وموقع الخزّان. وبنتيجة المعارك استشهد 16 عسكريا لبنانيا بينهم ضابطان، بينما ارتفع عدد المفقودين من الجيش إلى 20. وأطلقت "داعش" النار على الأهالي الذين يحاولون النزوح، وبنتيجة المعارك قتل 3 أطفال من آل الحجيري أثناء هروبهم مع أهلهم، كما قتلت أم سورية وولديها نتيجة إطلاق النار عليهم من المسلحين. وأعدم المسلحون أشخاصا. ودارت معارك عنيفة على تلة السرج، فيما صدرت نداءات استغاثة من أهالي عرسال؛ لأن هناك جرحى في صفوف المواطنين على الطرق. وقامت العناصر المسلحة بإعدام المواطن حسن حسين الحجيري، واثنين من أبنائه قبل انسحابهم من رأس السرج في عرسال، ودخلوا إلى مفرزة الجمارك وأخذوا السلاح الموجود فيها. وقالت مصادر في عرسال ل"الوطن"، إنه "بات من الضروري تأمين خروج المدنيين من البلدة مع اقتراب القصف من الأحياء السكنية". واستقبل قائد الجيش، العماد جان قهوجي، النائب جمال الجراح، والمفتي خليل الميس، والشيخ سالم الرافعي، بناء على طلب رئيس الحكومة تمام سلام، وأفادت المعلومات أن الوفد بحث في وساطة لوقف إطلاق النار في عرسال لإخراج الأهالي. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ل"الوطن"، إن الوضع في عرسال سيئ، وإذا لم يتم التحرك من أجل إيجاد حل يحفظ أمن البلدة ويمنع أيا كان من الاعتداء عليها، فالأمور ستتحول إلى كارثة". ويشير إلى أن "حزب الله" قصف عرسال بصواريخ في وسط البلدة، وهناك إصابات"، ويؤكد أن "الحل عند الدولة وفاعليات عرسال غير قادرة على حل المسائل".