واشنطن - رويترز - قال السناتور مارك روبيو عضو مجلس الشيوخ الأميركي إن على ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما أن تنشيء «ملاذاً آمناً» للمعارضة السورية لكنه لم يصل الى حد حض واشنطن على تسليح مقاتلي المعارضة، مشيراً الى أنهم «ليسوا منظمين بالدرجة الكافية حتى الآن». وألقى المرشح الجمهوري المحتمل لمنصب نائب الرئيس خطاباً مطولاً عن السياسة الخارجية أكد فيه ضرورة أن تلعب الولاياتالمتحدة دوراً أنشط على الساحة العالمية غير أنه كرر مواقف الرئيس الديموقراطي باراك أوباما من بعض الملفات أبرزها سورية وإيران. وحضّ روبيو خلال كلمته في معهد بروكنجز الاميركي على أن تظهر الولاياتالمتحدة رد فعل أقوى للوضع في سورية، قائلاً إن الآخرين يعتبرون هذا «اختباراً» لزعامة الولاياتالمتحدة وسيستنتجون أن واشنطن «لم تعد شريكاً أمنياً يمكن الاعتماد عليه. لا يمكن أن تطلب اقوى دول العالم واكثرها نفوذاً من دول أصغر وأضعف خوض المجازفات بينما نقف نحن على الهامش». وأضاف: «قيادة تحالف مع تركيا ودول جامعة الدول العربية لمساعدة المعارضة من خلال إنشاء ملاذ آمن وتزويد المعارضة بالغذاء والدواء وأجهزة الاتصالات ويحتمل الأسلحة لن يضعف ايران فحسب وإنما سيزيد في نهاية المطاف قدرتنا على التأثير على المناخ السياسي في سورية ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد». وكانت إدارة باراك أوباما قد ذكرت أنها تقدم للمعارضة السورية مساعدة لوجستية وفي مجال الاتصالات لكنها لم تمدها بأسلحة بسبب المخاوف بشأن تنظيم مقاتلي المعارضة. واشترك روبيو مع الإدارة الحالية في هذه المخاوف في ما يبدو. وقال: «يجب أن نكون واثقين أننا... نفهم طبيعتهم وقدرتهم على حماية هذه الأسلحة من السقوط في الأيدي الخاطئة... نحتاج الى أن نرى بعض التقدم على صعيد... المزيد من التنظيم». ووجّه روبيو كلمات لاذعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا إنه «قد يدلي بتصريحات قوية لكنه يعلم انه ضعيف». اما عن الصين فقال: «في الوقت الحالي سيكون من الحماقة الوثوق في فكرة أنه يمكن الاعتماد على الصين في دعم الاقتصاد العالمي والحرية السياسية والدفاع عنهما». وظهر روبيو وهو سناتور اميركي من اصل كوبي مع المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة ميت رومني في إطار الحملة الانتخابية في وقت سابق هذا الأسبوع مما زاد التكهنات بأنه ربما يحتل موقعاً متقدماً في قائمة رومني للمرشحين لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات التي يخوضها في تشرين الثاني (نوفمبر) ضد أوباما. وفي ما يتعلق بالملف الإيراني قال روبيو إن على إدارة أوباما بذل المزيد من الجهد للاستعداد لاحتمال أن يصبح القيام بعمل عسكري ضرورياً لمهاجمة برنامج طهران النووي. وانتهجت إدارة أوباما «مساراً مزدوجاً» بشأن ايران ففي الوقت الذي سعت فيه الى التفاوض معها لمحاولة وقف برنامجها النووي فإنها شددت العقوبات المفروضة عليها كوسيلة ضغط لكبح طموحاتها النووية. وردد روبيو هذه العبارة فيما أكد احتمال القيام بعمل عسكري. وقال: «على رغم أننا نعمل من خلال الأممالمتحدة وبالتعاون مع المجتمع الدولي على صعيد العقوبات والتفاوض فإن علينا ايضاً أن نعد حلفاءنا والعالم للحقيقة المزعجة وهي أنه للأسف اذا فشل كل شيء فإن منع ايران من أن تصبح دولة نووية قد يتطلب عملاً عسكرياً».