اشارت الاستطلاعات الاخيرة لنتائج الدورة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، والتي أجريت قبل قليل من اغلاق صناديق الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، الى تقدم المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند على الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية، فيما حلت مرشحة اليمين المتطرف في المرتبة الثالثة. وافادت التقديرات المستندة الى استطلاعات، ان هولاند حل في طليعة المرشحين، ويبدو في موقع جيد لابعاد ساركوزي عن قصر الاليزيه. وسيتواجه الرجلان بذلك في 6 ايار (مايو) خلال الدورة الثانية من الانتخابات. ويبدو المرشح الاشتراكي قادرا على الاستفادة من تجيير اصوات اليسار الراديكالي وانصار البيئة له، في حين ان تجيير الاصوات اليمينية لساركوزي يبدو اضعف. وحصل هولاند على 28.4 في مقابل 25.5 لساركوزي الذي خسر رهانه بالتقدم في الدورة الاولى للحصول على زخم هو بامس الحاجة اليه للفوز بالدورة الثانية. وحصلت لوبن على 20.3 متقدمة على على مرشح «جبهة اليسار» جان لوك ميلانشون وعلى المرشح الوسطي فرانسوا بايرو. وتفيد هذه النسب الاولية بان المواجهة في الدورة الثانية في 6 ايار (مايو) المقبل ستكون بين هولاند وساركوزي، وتلعب فيها لوبن، اضافة الى ميلانشون وبايرو، ما يشبه دور الحكم وفقا لتجيير اصوات ناخبيهم لمصلحة احد المرشحين في الدورة الثانية. اما بالنسبة لصغار المرشحين وغالبيتهم من التوجه اليساري فان اصوات ناخبيهم قد تذهب الى هولاند في الدورة الثانية. واتسمت الدورة الاولى من الانتخابات بقدر ملحوظ من التعبئة والمشاركة التي بلغت نسبة الاقبال فيها نحو 70،59 في المئة عند الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، وفقا لما اعلنته وزارة الداخلية. وتعد هذه النسبة الاعلى مقارنة مع الانتخابات الرئاسية السابقة، باستثناء انتخابات عام 2007 حيث بلغت نسبة المشاركة في الساعة نفسها 73،87 في المئة من ثم ارتفعت الى 77.83. وامضى ساركوزي بعد الظهر في قصر الايليزيه ينتظر النتائج النهائية، مع الناطقة باسم حملته ناتالي كوشسكو - موريزي ورئيس الحكومة فرانسوا فيون ووزير الخارجية الان جوبيه وعدد من الوزراء، قبل توجهه الى صالة «موتوياليتيه» مقر حملته في الدائرة الخامسة حيث ادلى بخطاب . وانتقل هولاند مساء من منطقته، ترافقه صديقته الصحافية فاليري تريرفايلر على متن طائرة، الى مقر الحزب الاشتراكي في باريس حيث التقى مؤيديه والقى كلمته . واظهرت هذه الاستطلاعات ان ما سبق من استطلاعات قبل الجولة الاولى عن تقدم هولاند واحتمال فوزه بالرئاسة عكست واقع الرأي الفرنسي في المرشحين. وبددت النسبة المرتفعة للمشاركة التخوف من ارتفاع عدد الممتنعين عن التصويت كدليل عدم اكتراث بالحملة من اجل الرئاسة.