هدم الجيش الإسرائيلي للمرة الخامسة «بيت عربية» في عناتا شمال شرقي القدسالمحتلة، مدمراً بذلك رمزاً من رموز الصمود والتحدي الفلسطيني ضد سياسة هدم المنازل المقدسية. وشملت عملية الهدم في عناتا بعض الوحدات الزراعية والسكنية في تجمع «عرب الجهالين»، ما تسبب في تشريد 20 شخصاً. وقال مالك «بيت عربية» الفلسطيني سليم شوامرة ل «الحياة» إن «قوة من 300 جندي إسرائيلي بمناظير ليلية، حاصرت عناتا في الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل الاثنين - الثلثاء واقتحمت المنزل وأخرجت الأثاث منه قبل ان تهدمه الجرافة هو والسور وتقتلع الشجر، فكأنما ضرب البيت زلزال». وأوضح ان السلطات الإسرائيلية نفذت مخططها ليلاً وفي ظل طقس بارد جداً، ما جعل من الصعب حشد أي مقاومة. وأبدى إحباطاً شديداً لهدم المنزل للمرة الخامسة، وقال: «أنا محبط جداً، ولا أدري من أين أبدأ»، مضيفاً: «هدفهم إخراجنا من أرضنا، لكننا سنبقى. سنضع خيمة وسنعيد بناء البيت في الوقت المناسب». وكانت «الحياة» نشرت حكاية «بيت عربية»، وهي حكاية سليم شوامرة وزوجته عربية وأبنائه السبعة الذين هدمت إسرائيل بيتهم بحجة البناء من دون ترخيص عام 1994، علماً ان شوامرة حاول مراراً الحصول على ترخيص من دون جدوى. لكنه أعاد بناء بيته بمساعدة من منظمة «إيكاد» (الحركة الإسرائيلية ضد هدم البيوت)، فهُدم مجدداً أربع مرات آخرها عام 2003 عندما قرر تحويله من بيت للسكن الى مخيم صيفي أُطلق عليه «بيت عربية» على اسم زوجته، وبات يستضيف متضامنين أجانب وإسرائيليين كل صيف لمدة 20 يوماً يعملون خلالها على إعادة بناء منازل هدمتها إسرائيل في القدسالمحتلة، إضافة الى تنظيم جولات في القرى للتعرف على معاناة الفلسطينيين نتيجة السياسات والإجراءات الإسرائيلية. ودان الناطق باسم «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) كريس غونيس في بيان عملية الهدم، معتبراً أنها «وقعت منتصف الليل وفي البرد القارس في مجتمع لا يوجد فيه كهرباء». وأضاف: «إسرائيل بصفتها القوة المحتلة ملزمة تقديم الخدمات وليس كما في هذه الحالة بالهدم». ووفق معطيات «إيكاد»، هدمت إسرائيل العام الماضي 622 وحدة فلسطينية، بينها 222 وحدة سكنية، وشردت 1094 فلسطينياً، وهو ضعف العدد الذي شردته عام 2010 نتيجة هدم المنازل، علماً ان وادي الاردن تعرض لأكبر عدد من هدم المنازل.