قتلت القوات الحكومية أكثر من 20 مسلحاً من تنظيم «القاعدة» وجماعة «أنصار الشريعة» المتشددة في محافظة أبين (جنوب اليمن) خلال معارك ضارية بين الطرفين على مشارف مدينة زنجبار وأطرافها بدأت فجر الاثنين ولا تزال مستمرة. واستخدمت القوات الحكومية المدفعية الثقيلة في ضرب مواقع تجمع فيها المسلحون المتشددون، الذين يسيطرون على معظم المدينة منذ أواخر أيار (مايو) الماضي، ويخوضون مواجهات كر وفر مع وحدات من الجيش تتخذ مواقع على مشارف المدينة استعداداً لعمليات هجومية واقتحام المدينة وفتح الطريق الرئيسي الذي يربط أبين مع محافظة عدن المجاورة من جهة الجنوب. وقالت ل «الحياة» مصادر في أبين أمس إن قوات الجيش قتلت الاثنين - الثلثاء حوالى 15 مسلحاً من «القاعدة» وجرحت 20 آخرين، وقتلت أمس 5 مسلحين متشددين وجرحت 7 غيرهم، في حين قُتل أربعة جنود، وجُرح 17 آخرون خلال المواجهات التي دارت أمس في عدد من الأحياء القريبة من وسط زنجبار الذي يسيطر فيه المسلحون على المجمع الحكومي ويتخذون من مبنى المحافظة والمباني الحكومية مراكز لعملياتهم القتالية ضد وحدات الجيش التي حاولت اقتحام المجمع أكثر من تسع مرات ولم تتمكن من دخوله نظراً لكثافة تواجد المسلحين وتمركزهم في تحصينات منيعة، بالإضافة إلى امتلاكهم أسلحة ثقيلة ورشاشات متوسطة وبعض العربات المصفحة التي كانوا استولوا عليها أثناء اقتحامهم المدينة وسيطرتهم على معسكرات للجيش، ومراكز أمنية. ووصفت المصادر ذاتها الوضع في زنجبار بأنه «خطير جداً». وقالت إن القوات الحكومية، والمسلحين المتشددين يُعدون العدة لمواجهة حاسمة قد تخلف خسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير ما تبقى من المدينة التي نزح معظم سكانها إلى مناطق آمنة مجاورة حيث أمنت لهم السلطات والمنظمات الإنسانية في اليمن مخيمات إيواء لكنها لا تفي بحاجة النازحين ومتطلباتهم المعيشية والصحية. وأكدت تقارير حكومية وغير حكومية أن معظم النازحين يعانون نقصاً كبيراً في الغذاء والدواء، ووسائل الإيواء الضرورية. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي «القاعدة» يفرضون أحكامهم على من تبقى من سكان زنجبار بما فيها فرض «القصاص الشرعي» والزكاة، ومنع التجول وغيرها من الإجراءات التعسفية في غياب السلطة الحكومية والمحلية. وأكدت أن زنجبار تشهد وجوداً كثيفاً لمسلحي «القاعدة» وأنصارهم المتشددين قدموا من محافظات يمنية أخرى في شكل شبه يومي، وأن السكان يشاهدون مسلحين غير يمنيين على أطقم مسلحة تابعة ل «القاعدة»، وفي بعض نقاط التفتيش، وقالت: «إن هؤلاء يتعمدون عدم الاحتكاك بالمواطنين، أو التعاطي معهم مباشرة، غير أن بعضهم يتصرفون وكأنهم في مواقع قيادية نافذة على بقية المقاتلين». وكانت السلطات أعلنت أول من أمس بأن 7 مسلحين ينتمون إلى خلية تابعة لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوه من محافظة أبين المجاورة يُعتقد بأنهم فارين من جحيم المعارك التي يخوضها الجيش مع مسلحي التنظيم في زنجبار ومناطق متفرقة في أبين. وأكد مصدر أمني يمني أن عناصر الخلية «الإرهابية» كانوا يخططون للقيام بهجمات انتحارية تستهدف مسؤولين عسكريين ومدنيين.