شنت وحدات تابعة للجيش اليمني في محافظة أبين (جنوب اليمن) هجوماً عنيفاً على مواقع وتجمعات لمسلحي «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» في الضواحي الشمالية والشرقية لمدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي تخضع لسيطرة المتشددين منذ أواخر أيار (مايو) الماضي. وذلك، بعد ساعات على الهجوم الانتحاري الذي نفذه «القاعدة» على القصر الرئاسي في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد)، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات من ضباط الحرس الجمهوري وجنوده، في عملية هي الأعنف التي تتعرض لها قوات عسكرية يمنية منذ شهور. وأكدت مصادر محلية في أبين ل «الحياة»، ان وحدات الجيش في زنجبار قصفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ «كاتيوشا» مواقع المسلحين في مناطق باجدار وباشحارة ومواقع قريبة من الكود في ساعة متقدمة من ليل السبت-الأحد، ما أدى إلى إصابة عشرات المسلحين المتشددين، وتدمير ثلاث عربات مسلحة، وإحراق مستودع للأسلحة والذخائر والمواد التموينية شمال شرقي زنجبار. وشوهدت ألسنة اللهب في أنحاء متفرقة من المدينة وضواحيها الجنوبية والغربية. وأضافت المصادر أن مئات المسلحين المتمركزين وسط زنجبار انتشروا في أحياء المدينة التي تخضع لسيطرتهم في وضع استنفار، تحسباً لعملية عسكرية بهدف اقتحامها من قبل قوات الجيش. وقالت ان المسلحين أقاموا نقاط تفتيش في نواحي عدة من المدينة، في حين كانت سيارات مكشوفة مزودة الرشاشات تجوب الشوارع. وبحسب المصادر، شوهدت سيارات تابعة للمسلحين متوجهة إلى مدينة جعار، وتنقل جرحى وقتلى. واضافت ان مسلحين يعتقد بأنهم من رجال القبائل المناوئة ل «القاعدة» في منطقة باشحارة قتلوا أربعة مسلحين من التنظيم بتفجير سيارة كانت تقلهم. وكان الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي تعهد أول من أمس أمام البرلمان، بعد أدائه اليمين الدستورية، بمحاربة «القاعدة» في اليمن، باعتباره واجباً دينياً ووطنياً. وشدد على إعادة النازحين إلى قراهم ومناطقهم في محافظة أبين (مسقط رأسه) واللذين نزحوا بعد سيطرة «القاعدة» على عدد من مديريات المحافظة. إلى ذلك، توقعت مصادر حكومية وحزبية يمنية، أن يقوم اليوم الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتسليم منصبه إلى الرئيس الجديد في احتفال رسمي في دار الرئاسة في صنعاء، يحضره ممثلون وسفراء الدول الراعية لاتفاق التسوية السياسية. وقالت المصادر ان صالح الذي يحتفظ بمنصبه رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام، فيما كان هادي يتولى منصب نائب رئيس المؤتمر وأمينه العام، سيسلم دار الرئاسة لخلفه ويغادر إلى منزله الخاص. وكان صالح عاد إلى صنعاء أول من أمس من رحلة علاجية في الولاياتالمتحدة. وهو استقبل أمس عدداً من أنصاره وأعضاء حزبه قدموا لتهنئته بالعودة الى اليمن. في حين تسلم هادي رسالة من الرئيس العراقي تضمنت دعوته الى حضور القمة العربية المقررة في بغداد. كما تلقى هادي برقيات ومكالمات هاتفية من عدد من زعماء وقادة الدول لمناسبة انتخابه رئيساً.