تمكنت قوات الجيش اليمني في ساعة متقدمة من ليل الأحد - الاثنين من فك الحصار الذي فرضه مسلحو تنظيم «القاعدة» على معسكر اللواء 25 ميكانيكي في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب البلاد) بعد معارك ضارية شارك فيها المئات من رجال القبائل الى جانب القوات الحكومية، واستعادت ملعب الوحدة في ضواحي المدينة من المسلحين المتشددين الذين كانوا سيطروا عليه قبل نحو أسبوعين. وأكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في أبين أن تعزيزات الجيش وقوات اللواء 25 بالإضافة الى رجال القبائل تمكنوا من فرض حصار محكم على مسلحي «القاعدة» و «أنصار الشريعة» داخل زنجبار ونجحوا في الوصول الى ساحة الشهداء في المدينة بعد تصفية جيوب المسلحين واقتحام التحصينات التي أقاموها في محيطها، بمشاركة فاعلة من سلاحي الطيران والبحرية اللذين قصفا مواقع المتشددين في أنحاء متفرقة من زنجبار. وقالت المصادر إن العمليات التي تنفذها وحدات الجيش بمساندة رجال القبائل من أبناء محافظة أبين أسفرت عن مقتل وجرح المئات من «القاعدة» و «أنصار الشريعة» الذين دفنوا أمس أكثر من ثلاثين من جثث مسلحيهم في مديرية جعار المجاورة بعدما نقلوها من زنجبار، في حين شوهد العشرات من الجرحى ينقلون في سيارات مكشوفة بصورة جماعية الى مراكز في أطراف المدينة لتلقي العلاج، بعدما احتجزوا أطباء ومسعفين من مستشفى المدينة. وأضافت أن رجال القبائل قتلوا أربعة من عناصر «القاعدة» على الأقل في نقطة شقره شمال زنجبار وجرحوا عدداً آخر في اشتباك عنيف اندلع لدى محاولة عدد من المسلحين على متن سيارات رباعية الدفع اقتحام النقطة التي يتمركزون فيها. وأشارت المصادر نفسها الى أن عدداً من الجنود قتلوا وجرحوا في المواجهات. وكان مصدر عسكري في أبين أكد ل «الحياة» في اتصال هاتفي أمس أن القوات الحكومية المساندة للواء 25 أنجزت، بمشاركة رجال القبائل، العمليات التمهيدية لاقتحام زنجبار، وأن تحرير المدينة من «الإرهابيين» بات وشيكا على رغم أن المعركة لن تكون سهلة. وأضاف أن معلومات استخباراتية أشارت الى أن مسلحي «القاعدة» فخخوا عدداً من السيارات لتفجيرها عن بعد لدى دخول الجيش، بالإضافة الى تجهيز عدد من الانتحاريين وزرع ألغام في عدد من الشوارع والأحياء والمنشآت الحكومية.