ركّز مؤتمر «مسارات التنمية على طريق الحرير الجديد – الشراكات مع المؤسسات الصينية والاستثمار فيها»، على تحوّل اليوان كعملة دولية ثالثة، وضرورة استعداد دول مجلس التعاون والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستقبالها مع إعادة توجيه العلاقات المصرفية نحو آسيا والصين. وسلّط المؤتمر، الذي افتتح أعماله أمس واستضافه مركز دبي المالي العالمي بالشراكة مع «لاثام واتكنز»، وبالتعاون مع «فالكون وشركائها» برعاية صحيفة «فاينانشيال تايمز»، الضوء على التدفقات التجارية والاستثمارات المتبادلة بين منطقة الشرق الأوسط والصين، وسبل تطوير العلاقات المالية والاقتصادية بين المنطقتين. واعتبر الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي عبدالله العور، أن الروابط التجارية والمالية «تشهد نشأة طريق الحرير الجديدة بقيادة الصين، في حين تضعف مكانة الغرب كقوة عالمية عظمى ووجهة استهلاكية رئيسة». ورجح أن «تتفوق الحركة التجارية بين آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، على التجارة السائدة بين الدول المتقدمة والدول الناشئة، أو حتى بين الدول المتقدمة ذاتها». وأكد أن مركز دبي المالي العالمي «يتمتع بمكانة فريدة تمكنه من مواصلة مساهمته في تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية القوية بين آسيا والشرق الأوسط». ورأى رئيس الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي ناصر السعيدي، أن «توقيت هذا المؤتمر مثالياً، إذ يأتي في حقبة يشهد فيها العالم نشأة خريطة مالية واقتصادية جديدة بعد أزمة المال العالمية». ويُعدّ الشرق الأوسط اليوم «أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم والصين أكبر مستورد له، ما عزّز العلاقات الاقتصادية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي خلال العقد الماضي لتصبح أهم شريك تجاري لدول المجلس». وشدد على الحاجة إلى «إعادة توجيه علاقاتنا المصرفية نحو آسيا والصين، وضرورة استعداد دول مجلس والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستقبال اليوان كعملة دولية ثالثة». وناقش المشاركون في المؤتمر الاستثمارات في القطاعات الصينية الواعدة والدوافع الرئيسة للاستثمارات الصينية الضخمة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وإمكان اتخاذ الصين الخطوات اللازمة لتحويل اليوان إلى عملة دولية. وكشف السعيدي عن الورقة الاقتصادية لمركز دبي المالي العالمي، بعنوان «وصول العملة الحمراء: تدويل الرنمينبي (اليوان) وماذا نفعل حياله». وأوضح أن الاتجاه إلى تدويل اليوان «يتطلب تغيير البنية المالية وتقليص الاعتماد على التمويل المصرفي، من طريق تطوير سوق مالية محلية تستكملها سلسلة من الإصلاحات في السياسات المالية». وركّز المؤتمر، على المكانة العالمية للصين في قطاع الطاقة الخضراء، والفرص المتاحة للشركات في الشرق الأوسط للخوض في مشاريع مشتركة معها في هذا المجال. وبحث المؤتمر في الآفاق الطويلة الأجل للصين، وإمكان تحويل نموذج نموّها من الاعتماد على الصادرات والاستثمارات إلى الاعتماد على السوق الاستهلاكية، والتحديات التي تواجه مثل هذا التحول. وتعمل في الإمارات 4 آلاف شركة صينية، تستفيد من بيئة الأعمال المؤاتية لدخول أسواق جديدة في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.