أوضح سفير الصين لدى المملكة لي تشين وين أن الصداقة بين الصين والدول العربية ترجع إلى زمن بعيد بدأت من طريق الحرير التي ربطت الجانبين قبل ألفي عام، مشيرا الى أن الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية تتبادلان وتتكاملان باحترام متبادل أسهم في تقدم الحضارة البشرية بصورة كبيرة. وقال إن علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية القائمة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام شهدت تطوراً مستمراً، وأصبحت نموذجاً يقتدى به للعلاقات بين الدول النامية، خاصة بعد إعلان الجانبين تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي عام 2004م الذي دخلت بعده العلاقات الصينية العربية مرحلة جديدة حظي فيها التعاون بين الجانبين بقوة وديناميكية في المجالات كافة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدة السفير لي تشين وين اليوم في السفارة الصينية بالرياض بمناسبة اختتام الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في الجمهورية التونسية الخميس الماضي، موضحاً أن اجتماع وزراء خارجية الجانبين العربي والصيني وكبار المسؤولين والأمين العام لجامعة الدول العربية جاء لبحث الأفكار الكفيلة بتطوير التعاون بين الجانبين، تحت عنوان “تعميق التعاون الاستراتيجي ودعم التنمية المشتركة”. وأفاد أن الاجتماع أقر “البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامي 2012/2014، باعتباره المخطط الأزرق لتعزيز التبادل والتعاون بين الجانبين في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي والإعلام والثقافة والحوار بين الحضارات وغيرها من المجالات . وبخصوص ما يحدث في سوريا، قال السفير لي تشين وين إن الصين تتابع بكل اهتمام تطورات المسألة السورية، وتشعر بصدمة وألم شديد إزاء الحادث الذي وقع أخيرا في بلدة الحولة السورية وتدين بأشد العبارات أعمال قتل الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء. ودعا السفير إلى فتح التحقيقات المنصفة والشاملة في الحادث ومعاقبة الفاعلين، وقال إن هذا الحادث يدل على أن تحقيق وقف شامل لإطلاق النار وأعمال العنف في سوريا ضرورة ملحة لا تحتمل أي تأخير من أجل الحفاظ على نزعة الحل السياسي وتجنيب تصعيد الأزمة السورية. وشدد على المجتمع الدولي تكثيف الجهود وحث الأطراف المعنية على التطبيق الفوري والشامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخطة كوفي عنان ، والتعاون مع آلية المراقبة للهدنة، ووقف أعمال العنف كافة واتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين. وأشار السفير الصيني إلى أن الصين تعمل على الحفاظ على مبادئ العلاقات الدولية والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمصالح طويلة المدى لشعوب الدول العربية. وفيما يخص الوضع اليمني، أكد أن الصين ستستمر في دفع عملية السلام في اليمن وتقديم المعونات الاقتصادية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الصين قدمت مساعدات لليمن العام الماضي بلغت حوالي 130 مليون يوان، وفي السنة الحالية ستقدم معونة لليمن ب 100 مليون يوان، مقدراً موقف المملكة العربية السعودية في احتضان مؤتمر أصدقاء اليمن. وفي مجال الاقتصاد والتجارة، بين السفير الصيني لدى المملكة أن الجانبين في منتدى التعاون الصيني العربي في الجمهورية التونسية، أقرا استمرار العمل على زيادة حجم التجارة بين الصين والدول العربية ورفع مستواها على أساس معدل النمو السنوي أكثر من 30% في السنوات ال 10 الأخيرة، الذي بلغ 195.9 مليار دولار أمريكي في عام 2011م، كما قرر الجانبان بذل جهود مشتركة لرفع حجم التجارة بينهما إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2014م. واتفق الجانبان على تشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتعميق التعاون ذي المنفعة المتبادلة في مجالات البنية التحتية والطاقة ، وإنشاء وإكمال آليات التعاون في مجال المعالجات التجارية، بالإضافة إلى زيادة تعزيز التنسيق والتعاون في إطار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، وتشجيع التعاون في مجال المال والبنك. وأفاد السفير لي تشين وين أن الجانبين توصلا إلى التوافق للتعاون والتبادل في مجالات حماية البيئة ومكافحة التصحر والزراعة وتنمية الموارد البشرية، ويخطط الجانب الصيني لتدريب 5000 كادر عربي في مختلف المجالات بين عامي 2012 و2014 ، كما ستظهر الصين أكبر نشاط لإكمال المشاورات حول اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والتوقيع عليها في أسرع وقت ممكن. أما في المجالين الاجتماعي والإنساني أكد الجانبان أهمية الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية لما فيه الخير لتعزيز التفاهم بين الشعبين الصيني والعربي، وقررا مواصلة عقد ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والنشاطات الثقافية المشتركة. وأكد السفير الصيني أن علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والمملكة العربية السعودية تتبوأ جزءا مهما وبارزا في علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة عام 1990م، وشهدت علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في جميع المجالات تطورا سليما، حيث تعززت الثقة السياسية المتبادلة وتكثفت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين. وقال إن الصين والمملكة تتبادلان الاحترام للنظام السياسي والنموذج التنموي والتقاليد الثقافية التي يعيشها الجانب الآخر ، ويزداد التنسيق والتعاون بين الجانبين في إطارات الأممالمتحدة ومجموعة ال 20 وغيرها من المنظمات الدولية نشاطا وكفاءة يوما بعد آخر. وأفاد أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وإفريقيا للسنوات ال 10 المتتالية. الرياض | واس