أعلن العراق تشكيل لجنة مشتركة مع تركيا ل «القضاء» على نشاط مسلحي حزب «العمال الكردستاني»، واتخذ خطوة مماثلة مع إيران لوضع حد لعمليات حزب «الحياة الحرة» (الكردي)، فيما أعلنت أنقرة استعدادها للتعاون مع طهران للهدف ذاته. وصعدت إيران وتركيا خلال الشهرين الماضيين هجماتهما على مواقع المسلحين الأكراد على طول سلسلة جبال قنديل في شمال العراق، ما ولد استياءً لدى العراقيين على المستويين الشعبي والرسمي، بعد مقتل وإصابة العشرات من سكان القرى، فضلاً عن تهجير مئات الأسر، وتدمير منازل ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية. أعلن تشكيل اللجنة رئيس الوزراء نوري المالكي في مقابلة نشر مكتبه مقتطفات منها مع وكالة «رويترز». وقال إن العراق «حريص على إقامة علاقات طيبة مع كل الدول، لا سيما دول الجوار، فمسألة وجود منظمات مصنفة إرهابية تتخذ من الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة بات أمراً مرفوضاً. في المقابل نرفض الاعتداء على أراضينا». وأضاف أن «للعراق لجنة مشتركة مع الجانب التركي شكلت منذ فترة لمعالجة وجود حزب العمال الكردستاني، وهناك لجنة ستشكل مع إيران لإنهاء حركة الحياة في كردستان». إلى ذلك، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن السفير التركي في طهران أميت يارديم قوله إن أنقرة «تتابع عن كثب مواجهة طهران للمجموعات الإرهابية»، معرباً عن استعداد بلاده «للتعاون معها». وكان «العمال الكردستاني» أفاد أن المعارك التي يخوضها مع الجيش الإيراني «ستتوقف بناء على اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي»، بعدما كان أعلن انضمامه إلى المعارك إلى جانب حزب «الحياة الحرة» (بجاك) لمواجهة القوات الإيرانية. وقدم ائتلاف «الكتل الكردستانية» أمس طلباً إلى البرلمان لإصدار بيان يدين قرار البرلمان التركي الذي مدد تفويض الجيش ملاحقة عناصر حزب «العمال الكردستاني» داخل الأراضي العراقية. وفي سياق ذي صله، كشفت صحيفة «صباح» التركية في عددها الصادر أمس أن أنقرة «تدرس إخلاء ثمانية مجمعات في شمال العراق تضم نحو 11 ألف نازح معظمهم من أكرادها»، مشيرة إلى أن «لجنة ثلاثية شكلتها بغداد وواشنطن وأنقرة، للتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية والمسؤولين الأكراد لإيجاد آلية لإعادة هؤلاء».