أعلنت إيران استعدادها لاستقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي، فيما أعلنت رفضها هدنة أعلنها مسلحو «حزب الحياة الحرة» (PJAK) لوقف النار. وأكدت مقتل 30 من المتمردين الأكراد داخل الأراضي العراقية. ونقلت وكالة «أنباء فارس» عن الناطق باسم الجيش الايراني العقيد حميد أحمدي قوله إن «قرار الهدنة من بيجاك لا معنى له، ومطلبنا أن يغادر هؤلاء أراضينا، وحينذاك قد نعقد حواراً إذا لزم الأمر»، وأضاف البيان: «إعلان وقف النار ليس واضحاً، حكومة اقليم كردستان كانت أعلنت أن هؤلاء سيعقدون مؤتمراً صحافياً يعلنون فيه سحب قواتهم». وأعلن الحزب الكردي المعارض لطهران في بيان وقف النار من جانب واحد اعتباراً من «الساعة 12 ظهر أمس، بعد توسط بعض الأطراف والشخصيات الصديقة لوقف المعارك»، محذراً من أن رفض طهران الهدنة «يحملها العواقب». ونقلت وكالة «كردستان للأنباء» عن مسؤول إعلامي لتجمع منضوٍ في حزب «العمال الكردستاني» (PKK) المعارض لتركيا إعلانه تبني «موقف «بيجاك»، مشيراً إلى أن حزبه «لا يسعى الى إشعال الحرب مع أنقرة، لكنه مضطر الى الرد على الهجمات». وكان الكردستاني أعلن انضمامه إلى حزب «الحياة الحرة» في مواجهة التصعيد العسكري الإيراني. وواصلت المدفعية الإيرانية قصفها صباح أمس قرى ناحية سيدكان في قضاء سوران، بعد ليلة شهدت مقتل أمرأه وإصابة مواطنين، فضلاً عن نزوح مزيد من السكان القرويين. بدوره، اكد شيرزاد كمانجر الناطق باسم حزب «الحياة الحرة» أمس ان الحزب «باتدر بوقف النار لمدة محددة للبدء بالمفاوضات مع الجانب الايراني لكي نستطيع معالجة المشاكل بيننا». وكان نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، دعا في 28 من الشهر الماضي، المعارضين الاكراد الايرانيين والاتراك، الحصول على حقوقهم بالنضال المدني، والتخلي عن السلاح. وقال بارزاني «نجري تحركات ديبلوماسية مكثفة ونتحدث الى جميع الاطراف لكي نستطيع الوصول الى اهدافنا لارسال قوات البشمركة وحرس الحدود الى المناطق الحدودية». وأشار البيان الى ان «قرارنا يخدم السلام والاستقرار والحل الديموقراطي. فالاحداث الاخيرة تؤكد ان الحرب لن تعالج مشاكلنا بل تعمقها اكثر والحل هو باتباع الاسلوب الديموقراطي لمعالجة المشاكل». كما شدد البيان على ضرورة معالجة الازمة بعيداً من التدخلات الخارجية، وزاد: «نحن نؤمن بأن التدخل الخارجي لن يحل المشاكل وانما يؤزم الاوضاع اكثر. ونتمنى ان تتخذ ايران طريق السلام والديموقراطية في معالجة المسألة الكردية». وكانت بغداد طلبت في تموز (يوليو) من ايران وقف عمليات القصف هذه، لكن الحرس الثوري أكد مواصلة حملته حتى ينشر العراق قواته على طول الحدود لمنع تسلل المتمردين. على الصعيد الديبلوماسي نقلت وكالة «مهر للأنباء» الإيرانية عن السفير في بغداد حسن دانائي قوله إن زيارة المالكي والنجيفي لطهران «مدرجة على جدول الأعمال». وأضاف «لم يحدد موعد للزيارة». إلى ذلك، أعلن المدير العام المشرف على العلاقات بين اربيل وطهران عبدالله عقراوي في تصريحات صحافية ان «المسؤولين الايرانيين أكدوا لوفد اقليم كردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني (نائب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني)، الذي زار طهران في 25 آب (أغسطس) الماضي، انه على رغم الدعوات الرسمية المتكررة لرئيس الاقليم لزيارة طهران، إلا أنه لم يلبها حتى الآن». وأضاف أن «الايرانيين كانوا يؤكدون ضرورة اجراء تلك الزيارة، ولهذا أبلغنا رسالتهم الى رئيس الاقليم، غير أن بارزاني لم يحدد لها موعداً». وكان عقراوي ذكر أن «وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أبلغ الوفد الكردي، أنه سيزور الإقليم في أقرب فرصة ممكنة».