اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس الجمعة ان تركيا وايران ستحاربان معا ضمن "خطة عمل مشتركة" المتمردين الاكراد الذين يهددون امن البلدين ولديهم قواعد خلفية في شمال العراق. وتحارب انقرة حزب العمال الكردستاني على اراضيها وفي كردستان العراق، بينما تحارب طهران حزب الحياة الحرة (بيجاك)، ابرز احزاب التمرد الكردي المسلح، على اراضيها وفي شمال العراق ايضا. وصرح داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي في انقرة مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي "ان عزمنا على مكافحة حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة معا سيتواصل بشكل اقوى". واضاف "سنواصل العمل معا في اطار خطة عمل مشتركة حتى القضاء على هذا التهديد الارهابي". وتأتي زيارة صالحي في وقت اعلنت فيه تركيا الخميس تنفيذ عملية برية على نطاق واسع ضد متمردي حزب العمال الكردستاني، يتركز القسم الاكبر منها على اراضيها بحسب الجيش ولكنها تمتد ايضا الى جبال اقليم كردستان في شمال العراق حيث للحزب قواعد خلفية. ويأتي الهجوم التركي اثر سلسلة هجمات شنها حزب العمال ضد قواعد عسكرية تركية على الحدود العراقية قتل فيها الثلاثاء 24 جنديا تركيا واصيب 18 اخرون بجروح. وقدم صالحي تعازي الحكومة والشعب الايرانيينلانقرة، مشددا على ضرورة العمل سويا للقضاء على المتمردين. وصرح صالحي "نحن في الصف نفسه مع تركيا، وما يؤثر على تركيا يؤثر علينا، والعكس صحيح". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن الشهر الماضي ان حكومته تدرس التعاون مع ايران لمحاربة المتمردين الاكراد. الى ذلك أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي امس الجمعة أنها تنفذ عملياتها الجوية والبرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني "المحظور" داخل الأراضي التركية أساسا مشيرة إلى أنها قامت أيضا بعمليات برية وجوية في شمال العراق. وقالت رئاسة الأركان في بيان نشرته صحيفة "توداي زمان" إن الجيش نفذ هجوما بريا كبيرا مدعوما بالضربات الجوية في خمس مناطق داخل الحدود التركية وخارجها في شمال العراق بمشاركة 22 كتيبة تتألف من وحدات الصاعقة وقوات العمليات الخاصة من أجل تعقب منفذي العميات الإرهابية الأخيرة في جنوب شرق البلاد. ولقي 24 من جنود الجيش والشرطة التركية حتفهم في سلسلة من الهجمات شنها متمردون أكراد قبل فجر يوم الأربعاء جنوب شرقي البلاد وأسفرت عن حصيلة ضحايا هي الأعلى خلال ضربة واحدة ضد الجيش التركي منذ سنوات. وذكرت رئاسة الأركان في بيان أن بعض وسائل الاعلام قالت عن طريق الخطأ إنه يجري تنفيذ الهجوم في العراق. وبدأ حزب العمال الكردستاني صراعه الانفصالي عام 1984 . وتقدر محصلة ضحايا أعمال العنف المرتبطة بهذا الصراع بنحو 45 ألف شخص. ويندرج حزب العمل الكردستاني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لكل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.