وصف الخبير الدولي في العمل الاجتماعي والتطوعي الدكتور وليد بن محمد الدايل، العمل الخيري السعودي بالمميز، داعياً إلى تكثيف التدريب للمتطوعين للأعمال الاجتماعية وتوثيق الأعمال. وأشار وليد الدايل خلال استضافته في ملتقى إعلاميي الرياض مساء الاثنين الماضي، إلى الاعتقاد الخاطئ لأفراد المجتمع لكون أن العمل التطوعي والخيري بالمجان فقط، مؤكداً وجوب النظر إليه على أنه مهنة وفن وتخصص. وحول وضع الجمعيات الخيرية في السعودية، أوضح أن الكثير من الجمعيات تعمل بعشوائية، ينقصها خطة العمل والرؤية الاستراتيجية وطلب الاستشارة،"بعض الجمعيات لا تعمل إلا في شهر رمضان... وتعاني من مشكلات داخلية وتنظيمية وتسويقية، على رغم توافر الإمكانات المادية والبشرية لها". وانتقد الدايل إحجام بعض الجمعيات الخيرية عن طلب الاستشارة من أهل الاختصاص، برؤية أن ذلك قد ينقص من قدرهم، مؤكداً أن العمل الخيري السعودي يبقى مميزاً،"لكن يحتاج إلى التوثيق والتدريب". وأضاف:"مارست العمل الخيري كمهنة في عدد من الدول... ووجدت أن السعودية هي أكثر الدول تشجيعاً للعمل الخيري المنضبط، كما كان عدد من المشاريع الخيرية يقوم بنسبة كبيرة على تبرعات السعودية، خصوصاً في الدول الإسلامية، كما وجدت أن الأفراد في السعودية لديهم حماسة كبيرة للعمل الاجتماعي والتطوعي، لكن المنظمات الاجتماعية الداخلية مقصرة في احتوائهم وغير واضحة الرؤية في التعامل معهم، ولا تعرف ماذا تريد منهم؟ وكيف تكافئهم؟". وطالب وزارة الشؤون الاجتماعية التي ترخص للجمعيات الخيرية بإيجاد مستشارين للجمعيات الخيرية التي يتم افتتاحها. كما وصف الدكتور وليد التسويق للأعمال الخيرية والتطوعية بالفن المفقود، قائلاً:"البحوث أكّدت على أن الكلمة تستطيع إيصال سبعة في المئة مما تريد، نبرة الصوت توصل 37 في المئة، والحركة تستطيع إيصال 57 في المئة". ورداً على مداخلة عن النظام التعليمي في السعودية وأثره السلبي في المجال التطوعي، رفض الدايل هذا المفهوم، مؤكدا أن النظام التعليمي مميز في هذه الناحية،"مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس بالضرورة أن الشهادة التي يحصل عليها الفرد تحكمه في مجال العمل وأن العمل الخيري ليس إجباراً وإنما رغبة". وفي ما يخص ربط العمل الخيري بالملتزم دينياً، أكّد الخبير الدولي في العمل الاجتماعي والتطوعي، أنه من الخطأ ربط العمل الخيري بالملتزمين دينياً فقط، وانتقد هذه النظرة المجتمعية، منوهاً إلى أن هناك شعرة فاصلة بين التطوع في مجال الخير، والتطوع في مجال الشر، قائلاً:"أول جريمة قتل في التاريخ البشري كانت بسبب التطوع في مجال الشر حين قتل قابيل هابيل". يذكر أن الدكتور وليد الدايل حاصل على درجة الدكتوراه في مجال التسويق من جامعة الينوى متشجن في أميركا، عمل 20 عاماً في الغرفة التجارية في الرياض، كما عمل لأكثر من33 عاماً مع أكثر من 700 منظمة إنسانية، وكان وسيطاً لاستثمار أكثر من 420 مليون دولار أميركي لمشاريع إنسانية، كما نفذ أكثر من 360 دورة في 52 دولة في مجال التطوير الإداري للمنظمات الإنسانية، ويشغل حالياً منصب المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين في الرياض.