وصف الخبير الدولي في العمل الاجتماعي والتطوعي الدكتور وليد بن محمد الدايل العمل الخيري السعودي بالمتميز داعيا الى تكثيف التدريب للمتطوعين للأعمال الاجتماعية وتوثيق الاعمال. وقال الدكتور الدايل خلال استضافته في ملتقى اعلاميي الرياض مساء الاثنين الماضي بحضور العديد من الاعلاميين والمختصين في العمل الخيري إن اعاقته البسيطة في قدمه كانت دافعا له للتميز والتعلم واجادة العديد من الحرف والمهن وانه وجد نفسه في مجال الاعمال التطوعية مهنة وتخصص. وتحدث د. الدايل عن حياته في الغربة اثناء دراسته في الولاياتالمتحدةالامريكية وكيف استطاع ان يستفيد من هذه المرحلة ويجعلها تجربة متميزة له حيث درس مع العديد من الدعاة المعروفين والرواد في مجال الاعمال الاجتماعية امثال الدكتور مانع الجهني رحمه الله والدكتور طارق السويدان. وأضاف د. وليد الدايل: مارست العمل الخيري كمهنة في العديد من الدول ووجدت ان المملكة هي اكثر الدول تشيجعا للعمل الخيري المنضبط ولقد كانت العديد من المشاريع الخيرية تقوم بنسبة كبيرة على تبرعات السعودية وخاصة في الدول الاسلامية كما وجدت ان الافراد في المملكة لديهم حماس كبير للعمل الاجتماعي والتطوعي لكن المنظمات الاجتماعية الداخلية مقصرة في احتوائهم وغير واضحة الرؤية في التعامل معهم ولاتعرف ماذا تريد منهم وكيف تكافئهم وأشار الى انه من الخطأ ان يعتقد المجتمع ان العمل التطوعي والخيري بالمجان فقط ولكن يجب النظر اليه على انه مهنة وفن وتخصص. وحول وضع الجمعيات الخيرية بالمملكة اوضح ان الكثير من الجمعيات ينقصها خطة العمل والرؤية الاستراتيجية وطلب الاستشارة وبعض الجمعيات لاتعمل الا في شهر رمضان وتعاني من مشاكل داخلية وتنظيمية وتسويقية رغم توفر الامكانات المادية والبشرية لها. وانتقد الدايل احجام بعض الجمعيات الخيرية عن طلب الاستشارة من اهل الاختصاص برؤية ان ذلك قد ينقص من قدرهم مؤكدا ان العمل الخيري السعودي يبقى متميزا ولكن يحتاج الى التوثيق والتدريب وطالب وزارة الشؤون الاجتماعية والتي ترخص للجمعيات الخيرية بإيجاد مستشارين للجمعيات الخيرية التي يتم افتتاحها. كما وصف التسويق للأعمال الخيرية والتطوعية بالفن المفقود وقال: ان البحوث اكدت على ان الكلمة تستطيع ايصال 7% من مما تريد ونبرة الصوت توصل 37% والحركة تستطيع ايصال 57% واستشهد بالتأثير البسيط لبعض الخطباء في المساجد لعدم اجادتهم فن التسويق لأفكارهم وخطبهم وكذلك عدم استطاعة كثير من الجمعيات الخيرية كسب ثقة المجتمع ورجال الاعمال رغم بذلهم جهودا كبيرة. وردا على مداخلة عن النظام التعليمي في المملكة واثره السلبي على المجال التطوعي رفض د. الدايل هذا المفهوم مؤكدا بأن نظامنا التعليمي متميز في هذه الناحية مع الاخذ في الاعتبار انه ليس بالضرورة ان الشهادة التي يحصل عليها. الفرد ان تحكمه في مجال العمل وان العمل الخيري ليس اجبارا وانما رغبة. وفيما يخص ربط العمل الخيري بالملتزم دينيا اكد انه من الخطأ ربط العمل الخيري بالملتزمين دينيا فقط وانتقد هذه النظرة المجتمعية ونوه الى ان هناك شعرة فاصلة بين التطوع في مجال الخير والتطوع في مجال الشر. يذكر ان الدكتور وليد الدايل حاصل على درجة الدكتوراه في مجال التسويق من جامعة الينوى متشجن بالولاياتالمتحدةالامريكية وقد عمل 20عاما في الغرفة التجارية بالرياض وعمل لأكثر من 33عاما مع اكثر من 700منظمة انسانية وزار 98دولة وكان وسيطا لاستثمار اكثر من 420مليون دولار امريكي لمشاريع انسانية كما نفذ اكثر من 360دورة في 52دولة في مجال التطوير الاداري للمنظمات الانسانية وهو يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالرياض.