أكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أن برنامج المشاركة المجتمعية الذي تم تأسيسه حديثاً يهدف إلى الارتقاء بالعمل الصحي، وتقديم الخدمة المجتمعية في عدد من المجالات. وقال خلال إطلاقه أمس (الثلثاء) في جدة حملة «تطوعي صحة»: «أن البرنامج يعمل على تحفيز العمل الخيري بأنواعه في المجال الصحي سواءً من الجمعيات الخيرية أم الدعم للعمل الخيري أم المشاركة التطوعية التي نحتفل بها هذا اليوم». وأضاف: «نحتفل اليوم بإطلاق استراتيجية العمل التطوعي بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، وستضع هذه الاستراتيجية مستهدفات وخطط للانطلاق بالعمل التطوعي إلى آفاق أكبر في مجال العمل الصحي». ويشارك في الحملة التطوعية، 20 ألف متطوع ومتطوعة من منسوبي «الصحة»، وتفعيل 40 في المئة من المنشآت الصحية لتصميم أكثر من 2000 مبادرة صحية تطوعية، وتنفيذ 30 ألف ساعة تطوعية، يتم من خلالها تسليط الضوء على الأعمال التي تهدف لتعزيز وتمكين العمل التطوعي للمجتمع. ويهدف برنامج المشاركة المجتمعية والحملة التطوعية إلى إنشاء منصة محفزة، وموجهة لتمكين مكونات القطاع غير الربحي، للمساهمة الفعالة في مواجهة التحديات الصحية. ويحتوي البرنامج على مسارات عدة من أبرزها، تنظيم وتشجيع العطاء الخيري في المجال الصحي، وتطوير منظومة التطوع الصحي للممارسين الصحيين، وبناء قدرات الكيانات الصحية الأهلية، وغير الربحية، وتشجيع التوسع فيها، وتعزيز المبادرات المجتمعية للأفراد في المجال الصحي. وتماشياً مع رؤية 2030 تبنت «الصحة» تنفيذ هذه الحملة على مستوى جميع منشآتها الصحية، بهدف نشر ثقافة التطوع الصحي بين منسوبيها، من خلال قيام المديريات الصحية والمدن الطبية والمستشفيات والمراكز الصحية بتنفيذ مبادرات تطوعية في اليوم العالمي للتطوع يشترك فيها قيادات المنشأة والعاملين فيها. كما حدد البرنامج معايير معينة للمبادرات التطوعية، ومن أبرزها، أن تكون المبادرة التطوعية مبادرة صحية، وأن تبنى على أساس احتياج مجتمعي فعلي، على أن تنفذ كل منشأة صحية تابعة ل«الصحة» مبادرة واحدة على الأقل، وأن يشترك في تصميم وتنفيذ المبادرات التطوعية أكبر عدد من العاملين، فضلاً عن أن تنفذ المبادرة خارج أوقات الدوام الرسمي، أو خلال وقت الدوام وخارج المنشأة. كذلك تشمل المعايير أن تكون أقل مدة لتنفيذ المبادرة ثلاث ساعات فعلية، وأن لا يتقاضى المتطوعون أجراً مالياً في مقابل تطوعهم، وأن يكون دعم المبادرات ذاتياً من المنشأة. وتكتسب الأعمال التطوعية أهمية كبيرة للدولة كونها تسهم في تخفيف الأعباء على الأجهزة الحكومية وتجاوز العقبات البيروقراطية، وزيادة الشعور الوطني والمواطنة الفاعلة، فضلاً عن حفظ وترشيد استخدام الموارد، وزيادة فهم التحديات التي تواجه الأجهزة الحكومية من المواطنين. وتعمل الحملة على تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، من أبرزها بناء استراتيجية تفعيل التطوع للقطاع الصحي مراعية لأولويات القطاع الصحي وتوجهات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وتحديد أولويات المبادرات على مستوى (النظم، والآليات، والمحفزات)، وبناء خطة تنفيذية تفصيلية للاستراتيجية، محدداً فيها أصحاب المصلحة المختلفين والأدوار المتوقعة منهم، ومعرفة واقع التطوع الصحي في المملكة، وتحديد أدوار وزارة الصحة في التطوع الصحي، وتحديد نماذج تطوعية (قوالب) تطبيقية للممارسين الصحيين. ومن أهم المبادرات التي تعمل عليها «الصحة» في هذا المجال، مشروع نظام التطوع الصحي، وإنشاء المركز الوطني للتطوع الصحي، وتطوير الأنظمة الحالية، والمنصة الإلكترونية للتطوع الصحي، وجائزة التطوع الصحي وملتقى التطوع السنوي، ونظام التأمين على المتطوعين، ومأسسة إدارات التطوع، وبرنامج تبادل الخبرات العالمية في إدارة التطوع الصحي للحشود وفي الأزمات والكوارث، وبرامج التطوع في الرعاية الصحية الأولية والطب المنزلي، ودمج التعلم عبر الخدمة service learning في البرامج الأكاديمية والمهنية، والتطوع الصحي للأكاديميين، والتطوع الصحي في معايير القبول والتجديد للبرامج الأكاديمية والمهنية، بجانب السجل المهاري للتطوع الصحي، وتضمين التطوع الصحي ضمن برامج التطوير المهني المستمر، والخدمة التطوعية لغير المقبولين في برامج الزمالة السعودية.