أوضح الإعلامي المعروف مساعد العبدلي أن حساسية بعض الجماهير النصراوية ضده تأتي بسبب الاختلاف الفكري بينه وبينهم حول التوجه النقدي والكتابي، مشيراً إلى أنه لا علاقة لثناء الأقلام الهلالية على شخصه بذلك مشيراً إلى أنه يؤمن بأن تصحيح أحوال النصر يجب أن يكون من خلال نقد العمل داخل المنشأة النصراوية، من دون الالتفات إلى الآخرين، مبيناً أن بعض الجماهير تؤمن بأن خدمة النصر تأتي من خلال مهاجمة الآخرين قائلاً:"أنا أؤمن بمقولة يعيش النصر وليس مقولة يسقط الهلال". ووصف انهيار فريق النصر الموسم الحالي بانهيار مباني التجارة العالمية في نيويورك في 11 أيلول سبتمبر، موضحاً أن النصر يمر بمرحلة بناء تحتاج إلى الوقت والصبر. ورفض العبدلي الاتهام الموجه له بالاسهام في تأخير اعتزال السهم الملتهب ماجد عبدالله من خلال مشورته له، مؤكداً أن ماجد يستطيع تقويم الأمور واتخاذ القرار المناسب لمصلحته، معتبراً القول بأن ماجد عبدالله يعتمد في قراراته على آرائه إساءة للنجم الكبير. جاء ذلك في حوار أجرته معه"الحياة"، جاء على النحو الآتي: بدأت تجربة جديدة في الكتابة الصحافية اليومية... كيف وجدتها؟ - بصراحة كانت مخاطرة كبيرة، لأنه لم يسبق لي خوضها، الكتابة اليومية لها إيجابياتها وسلبياتها، دعنا نبدأ بالسلبيات: ملل القارئ أو المتلقي، فشل الكاتب في تنوع الطرح، الارتباط للكاتب بضرورة تقديم مقالته في موعدها وكذلك التزامه مع قرائه. أما الإيجابيات فهي مواكبة الحدث، بمعنى لو كنت كاتباً أسبوعياً وهناك حدث طارئ ومهم قد يفقد أهميته عندما يحين موعد المقالة الأسبوعية، وبالتالي الكتابة اليومية تجعلك مع الحدث، أيضاً الكتابة اليومية تبرز مدى ثقافة وفكر الكاتب وإمكان قدرته على الحضور. وعموماً الوضع اليوم أسهل بكثير للكتابة اليومية مقارنة بالوضع قبل 10 أعوام فاليوم الفضائيات تنقل لك العالم داخل بيتك، وبالتالي فكرة المقالة موجودة وجاهزة. أتمنى أن أوفق في تجربتي وألا يتوقع القارئ ماذا سأكتب غداً، لأنه لو حدث ذلك فهذا يعني أنني فشلت. هل تؤمن بأن هناك تصنيفاً للصحافيين ذاك نصراوي والآخر هلالي هكذا؟ - سواء أؤمن أم لا أؤمن بذلك، هذا واقع نعيشه ومن يقل غير ذلك إما أنه ... أو يعيش في عالم آخر. يا منصور، الإعلاميون من أين جاءوا؟ أليسوا من الوسط الرياضي؟ إذا لم يكونوا أساساً معروفين في الوسط الرياضي فأيضاً من السهل معرفة ميولهم فلهم أصدقاء وزملاء وأقارب، وبالتالي من السهل أن تعرف ميول أي إعلامي. ليس عيباً أن يكون للإعلامي ميول، لكن العيب أن يكتب بلون ناديه فقط. هل أنت مع أن يعلن الكاتب ميوله؟ - أن يعلن ميوله صعب، ولكن إذا سئل عليه ألا ينفي لسبب واحد، وهو أنه إذا نفى بينما القارئ يعرف الميول الحقيقية للكاتب فهذا يعني أن القارئ فقد الصدقية والثقة في ذلك الكاتب. تمتلك علاقات جيدة مع كل الأطراف المتضادة في النصر... كيف تسنّى لك ذلك؟ - أتمنى أن أكون كذلك، أما كيف تسنى لي ذلك فباختصار، لأنني لم أتشرف بمعرفة تلك الشخصيات إلا من خلال النصر ومن أجل النصر، وبالتالي عندما أتعامل مع تلك الشخصيات فإن محور الحديث أو في معظمه يدور حول الشأن النصراوي، بمعنى أنني لم أبن علاقتي معهم من أجل مصلحتي الشخصية، ربما هكذا بنيت علاقات جيدة مع النصراويين بمختلف شرائحهم. استقلت مع رحيل عبدالعزيز الشرقي عن صحيفة"الرياضي"وحضور خالد دراج ثم تراجعت؟ - أنا في الأساس كنت مبتعداً عن العمل المكتبي لسنوات واكتفيت بالكتابة الأسبوعية، وعندما تولى الزميل العزيز عبدالعزيز الشرقي مسؤولية رئاسة تحرير صحيفة"الرياضي"وكانت لديه الرغبة في أن أتولى مسؤولية تحرير مكتب الرياض وجدت نفسي مضطراً للقبول لمكانة أبي نواف في نفسي. صدقني هذا هو السبب الوحيد، وبتركه رئاسة التحرير استقلت وبعودته عدت. وهل لمعايشتك لتجربة ولادة الرياضية علاقة بذلك؟ - أكيد، أنا بدأت مشواري الصحافي من خلال جريدة"الرياضية"وتعلمت أسس الصحافة إبان رئاسة الزميل عبدالعزيز الشرقي، وبالتالي قبلت المهمة تقديراً لأبي نواف أولاً ولمعرفتي بأسلوبه العملي ثانياً. ولماذا استقلت أخيراً؟ - من آداب الحياة العملية أن تحتفظ بأسرار المنشأة التي تعمل بها حتى لو رحلت، لذلك لن أبوح بالسبب، فقد قضيت أياماً جميلة مع الزملاء في"الرياضي"، وأتمنى لهم وللصحيفة التوفيق، أما أسباب استقالتي فلا أعتقد أنها تهم أو تفيد أحداً. كيف ترى وضع الفريق النصراوي؟ - منصور، مباني التجارة العالمية في نيويورك انهارت خلال ثوانٍ في 11 سبتمبر، ولكن إعادة بنائها تحتاج إلى سنوات قد تصل إلى 10 أو تزيد، أي أن الهدم سهل، ولكن البناء يحتاج إلى وقت وصبر، هكذا أشبه وضع النصر، فالفريق يمر بمرحلة بناء تحتاج للوقت والصبر، يا أخي نسبة التغيير في الفريق الكروي من أول مباراة في الموسم إلى آخر مباراة تجاوزت 95 في المئة، وهذا يؤكد أن هناك عملاً يحتاج إلى الصبر والتشجيع والدعم المادي والمعنوي. "النصر سيظل كبيراً"... هل كنت ستثبت على هذا"الرأي"لو هبط النصر إلى الدرجة الأولى؟ - أولاً لم يداعبني إحساس ولو للحظة أن النصر سيهبط، لأنه كيان كبير يقف خلفه رجال يتحملون المسؤولية وقاعدة جماهيرية كبيرة كانت أبرز أحداث الموسم، ولكن لو حدث وهبط فلن أغير رأيي، لأن النصر كبير، وسيظل كذلك ليس بنتائج موسم، وإنما بتاريخه العريق ورجالاته ونجومه المميزين. كنت تحضر مباريات النصر في الملاعب، لكنك لم تعد تحضر أخيراً؟ لماذا؟ - ومن قال إنني لم أعد أحضر؟ آخر لقاء للنصر كان أمام الخليج وكنت في الملعب، هل أنت حضرت ولم تشاهدني؟ هناك رؤية جماهيرية بأن النصر يفتقد إعلاماً مؤثر، وأن هذا سبب تراجع نتائجه... هل تؤمن بهذه النظرية؟ - طالما هي رؤية فتبقى محل أخذ ورد، أحترم الأهلي وإعلامييه كثيراً، ولكن هل لديه ذلك الإعلام المؤثر؟ ومع ذلك حقق بطولتين هذا الموسم وظهر بأفضل صورة، يا عزيزي النتائج تأتي من خلال العمل المنظم والخطط المدروسة. هكذا عاد الأهلي إلى منصات التتويج، وفي تصوري أن الإدارة النصراوية الحالية تسير في الطريق الصحيح. لكن الجماهير النصراوية تتهمك بالمبالغة في مجاملة الإدارة؟ - أحترم رأي الجماهير، أنا بطبيعتي هادئ بعيد تماماً عن الانفعال، وعندما أكتب أحاول قدر المستطاع أن أزن الأمور بعقلانية، بعيداً عن العاطفة. صدقني لم أجامل الإدارة ولم أعتد أن أجامل ما عدا في المناسبات الاجتماعية والرسمية وهذه هي أخلاقياتنا، أما عندما أنتقد فتأكد أنني لن أجامل، ولكن يجب أن تقوّم الأمور إيجاباً وسلباً قبل أن تنتقد، من وجهة نظري أن الإدارة اجتهدت وما زالت تجتهد، ولديها الكثير لتقدمه في الأيام المقبلة. عليك أن تجتهد وتعمل فلا يلام المرء بعد اجتهاده، هكذا هي رؤيتي لإدارة النصر الحالية. قلت مرةً: مقال"بعد سنين الصبر، النصراوي جاءت شبكة الإنترنت كصوت حر للحق وكأداة فعالة قادرة على هدم كل ما بناه إعلام الهدم خلال سنوات طويلة"... هل ما زلت عند رأيك؟ ومن كنت تقصد بإعلام الهدم؟ - نعم، ما زلت عند رأيي في أن شبكة الانترنت وتحديداً المنتديات جاءت كصوت حر للحق، ليس في النصر أو في الرياضة فقط، بل في كل مجالات الحياة وفي كل أنحاء العالم، يا أخي منتديات الانترنت باتت تؤثر حتى في الانتخابات الاميركية، لأن هناك أصواتاً قد لا تستطيع إيصال صوتها عبر الإعلام فتجد في المنتديات متنفساً ومسرحاً لطرح رؤاها، وبالنسبة للجماهير النصراوية فهي بلا شك أوصلت صوتها عبر المنتديات، وصدقني الكثير من الرؤى اقتبستها الإدارة النصراوية من خلال أطروحات إنترنتية. أما إعلام الهدم فهو أي إعلام حاول حجب الحقيقة النصراوية أو حاول منع الصوت النصراوي أو حجب الوجه الجميل للنصر. قلت أيضاً"لقد عانى النصراويون طويلاً من غياب الإعلام المنصف"، ماذا كنت تقصد؟ - أعتقد أن الإجابة السابقة شافية وكافية. اختلاف لغتك عندما كنت تكتب في الانترنت عن تلك التي تكتب بها في الزوايا الصحافية، بماذا تفسره؟ - أولاً يجب أن يعرف الجميع أنني لم أكتب يوماً في الإنترنت تحت أي اسم مستعار، مهما حاول البعض أن يوهم الآخرين، كنت أكتب باسمي الصريح، لأنني أؤمن بما أطرح، ولأنني أملك وجهاً واحداً فقط أقابل فيه الجميع، أما اختلاف اللغة فأمر طبيعي لأن من تخاطبهم في المنتديات يختلفون عن أولئك الذين تخاطبهم في الزاوية الصحافية. عندما كنت أكتب في المنتدى النصراوي كنت أتكلم بلسان نصراوي وأخاطب النصراويين فقط، أما في الصحافة فأنا أتكلم بلسان الناقد وأخاطب الجميع. يقال إن الصحافي النصراوي لا يتسلم مناصب صحافية، ويتم الاستدلال باسمك ضمن مجموعة من الأسماء، ما مدى صحة ذلك؟ - سأتحدث عن نفسي، أنا ولله الحمد في وظيفة حكومية ممتازة ومرتبة عليا، لا أتصور أن التفرغ للعمل الصحافي سيكون مغرياً لي مادياً أو معنوياً. لا يوجد قلم نصراوي جديد بحسب التصنيفات الجماهيرية، هل تجاوز الزمن مرحلة التصنيف، أم أن النصر لم يعد مغرياً بالكتابة عنه؟ - بالعكس، هناك أقلام نصراوية شابة تجتهد بحسب ما يتاح لها من مساحة وحرية رأي، هناك خالد الشعلان وثامر الشمري يملكان من الفكر والأسلوب ما يجعلني متفائلاً بحضور قوي لهذين القلمين، وأتمنى أن يتقبلا نقدي لهما بصدر رحب، أتمنى ألا يحصرا نفسيهما في أحوال النصر، وأن يكونا للجميع، فأنا متأكد أن لديهما ما يستطيعان تقديمه للرياضة السعودية عبر بوابة الإعلام. أما قولك إن النصر لم يعد مغرياً للكتابة عنه فهو كلام مردود، فالنصر دوماً واحة للكتابة والإبداع، إن كان في وضع لا يسر عشاقه فالنقد متاح، وإن حقق الإنجازات فالتغني والإشادة أيضاً مجال للإبداع، ثم إنني أعتقد أن أحوال النصر وتردي نتائجه هي فرصة سانحة لظهور الناقد الحقيقي المتمرس، فالمديح والإشادة أمر سهل بينما النقد فن لا يجيده سوى القلة، وفي تصوري أن حال النصر الحالية تساعد على ظهور أكثر من ناقد مميز. عودة محمد الدويش للكتابة الصحافية، كيف تراها؟ - لا بد من القول إن الزميل محمد الدويش مدرسة نقدية قائمة بحد ذاتها فكر، أسلوب، جرأة، قانوني متمرس، تربطني به علاقات متينة ومميزة، واعرف أنه يتقبل النقد بصدر رحب مثلما هو ينتقد الآخرين، بصراحة تمنيت لو لم يعد، كنت أريده أن يبقى محتفظاً بتلك الصورة الجميلة. التوقف الطويل يؤثر في الكاتب مثلما يؤثر في لاعب الكرة، أشعر أن أبو سليمان عاد كالغريب، كنت وما زلت أنتظر أن يقدم لنا الدويش عصارة خبرته الصحافية عبر كتاب نقتنيه ويقتنيه كُتّاب المستقبل. ولماذا دافعت عن نائب الرئيس ضد الدويش في أول مقال له بعد العودة؟ - أولاً أنا لم أدافع عن نائب رئيس النصر الأمير الوليد بن بدر في شخصه، أنا اعتبرت ما قاله الزميل الدويش في حق نائب رئيس نادي النصر فيه نوع من الجحود والقسوة في حق شخص عمل وما زال يعمل، أسلوب الزميل الدويش كان قاسياً بحق الأمير الوليد، وصدقني لو قال ذلك الكلام في أي شخص آخر كنت سأنتقده. بعض الجماهير ترى أيضاً أن انتقاداتك للإدارة السابقة كانت أكثر قسوة، بينما أضحيت أكثر ليونة مع الإدارة الحالية، ويشير البعض إلى أن علاقاتك المميزة مع الإدارة خصوصاً الأمير الوليد بن بدر هي السبب؟ - قبل كل شئ أنا أتشرف بعلاقتي المميزة مع الإدارة الحالية سواء رئيس مجلس الإدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن أو نائبه الأمير الوليد أو المشرف على الكرة الأخ العزيز طلال الرشيد، كما أعتز وأتشرف كثيراً بصداقتي الشخصية الوطيدة مع الأمير الوليد بن بدر، لكن صدقني لم يتغير أسلوبي، إنما الجماهير تحكم من خلال تقويمها لعلاقة مساعد مع هذه الإدارة أو تلك. أنا انتقدت بما أملاه علي ضميري وما شاهدته من سلبيات أو من حجم عمل مقدم إن كان لهذه الإدارة أو سابقاتها. تنال الكثير من الثناء من الأقلام الهلالية وهذا رفع من حساسية بعض الجماهير النصراوية تجاهك؟ - أفتخر بأن أنال الثناء من كل شرائح الوسط الرياضي باختلاف ميولهم وانتماءاتهم، أما حساسية بعض الجماهير النصراوية ضدي فهو ليس بسبب ثناء الأقلام الهلالية لشخصي، إنما بسبب اختلاف فكري حول توجهي النقدي أو الكتابي، أنا أؤمن بأن تصحيح أحوال النصر يجب أن يكون من خلال نقد العمل داخل المنشأة النصراوية من دون الالتفات للآخرين، بينما بعض الجماهير تؤمن أن خدمة النصر تأتي من خلال مهاجمة الآخرين، أنا أؤمن بمقولة"يعيش النصر"وليس مقولة"يسقط الهلال". بحكم علاقاتك الوطيدة بماجد عبدالله، متى ستقام حفلة اعتزاله؟ - أتشرف كثيراً بعلاقتي مع نجم النجوم ماجد عبدالله وأعتقد أن هذا السؤال يوجه لماجد وليس لمساعد، أتمنى أن ينال هذا النجم التكريم اللائق بتاريخه وبما قدمه لوطنه من خلال نادي النصر أو المنتخب السعودي. وهناك أتهام بأنك أحد الأسباب وراء تأخر الاعتزال، لأن ماجد يعتمد في قراراته على آرائك الشخصية؟ - يا ساتر، أنا أحد أسباب تأخر مهرجان تكريمه! يا أخي أنت تهمش ماجد عندما تقول إنه يعتمد في قراراته على أرائي الشخصية، ماجد رجل ناضج وحكيم يزن الأمور ويقوّمها التقويم الحقيقي ويتخذ القرارات المناسبة، أعتز بصداقته وبمشورته لي في الكثير من الأمور، لكن لا تصل إلى درجة أنني أؤثر فيه في اتخاذ قراراته، كلامك تجاه النجم الكبير ماجد عبدالله قاس جداً، أسمح لي أن أقول لك إنها إساءة لماجد لا يمكن أن أسمح بها. انفعالك دليل غيرتك على مصلحة ماجد وعشقك الكبير له، لكن لماذا تعتبرها إساءه لماجد؟ فالجميع لديهم مستشارون يثقون بارائهم ويعملون بها؟ - أولاً أنا لم أنفعل... ولو انفعلت دفاعاً عن صديق عزيز وغال فهذا فخر وليس عيباً، بالتأكيد أهتم كثيراً بمصلحة ماجد كأخ وصديق وطالما نحن أصدقاء فيجب أن نكون أوفياء لبعضنا، صحيح كثيرون لديهم مستشارون يثقون بآرائهم ويعملون بها... لكنك من خلال سؤالك همشت أي رأي لماجد وقلت حرفياً:"ان ماجد يعتمد في قراراته على آرائك الشخصية"، وهنا اعتبرت الموضوع إساءة، ففرق بين أن أثق برأي الشخص الذي استشرته وبين أن يؤثر في قراراتي... الشخص قد يستنير برأي من استشاره، ولكن لا تصل الأمور لدرجة التأثير أو حتى التسيير كما تحاول أن تفعل من خلال سؤالك، ولعلي أكون أوضحت الأمر لك. كيف ترى وضع الوسط الصحافي من وجهة نظرك؟ - الحديث عن الوسط الإعلامي الرياضي يحتاج لمساحات واسعة، لكن إجمالاً هو وسط جيد ومقنع إلى حد ما، وعندما نريد تقييم أمر ما علينا أن نوازن بين جيده ورديئة، وأي الجانبين يرجح بكفته على الأخر، أتصور أن الجيد في وسطنا الإعلامي يتفوق كثيراً ويرجح بكفته على الرديء، وإن كان تأثير الرديء قوي للغاية وبكل أسف. باختصار استطيع القول إن طموحي كإعلامي أكبر بكثير مما أراه قائماً الآن. وهل سيكون لاتحاد الإعلام الرياضي دور في معالجة سلبياته؟ - قد تكون شهادتي مجروحة في هذا الجانب، لأنني تشرفت بأن أكون أحد أعضاء اللجنة التأسيسية للاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، لكن أصدقك القول من دون مبالغة أو مجاملة، بأنني اشعر بتفاؤل لا حدود له حيال دور الاتحاد المقبل في تطوير الإعلام الرياضي، خصوصاً أن رئيس اللجنة التأسيسية الأمير نواف بن فيصل أكد خلال اجتماعاتنا وخلال تصريحاته الإعلامية أن الاتحاد ليس رقابياً كما يحاول البعض أن يقول أو يفهم أو ينظر للاتحاد، الاتحاد يهدف لتطوير الإعلام الرياضي من خلال 14 هدفاً حددتها لائحة الاتحاد التي نترقب اعتمادها من الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير سلطان بن فهد. صدقني أن للاتحاد أهداف سامية جداً، لكن لا يمكن أن تتحقق ما لم يتفهم الأخوة الزملاء في الإعلام الرياضي الدور الحقيقي للاتحاد وأن ينزع البعض من داخله مفهوم رقابية الاتحاد أو مصادرته لحرية الرأي. أيضاً هناك جانب آخر، هو أنه مهما حاول الاتحاد من خلال أهدافه وأدواته وأعضائه أن يطور الإعلام الرياضي فلا يمكن أن يتحقق التطور ما لم يتمتع الإعلامي ذاته بالرقابة الذاتية، ومحاولاته الشخصية لتطوير ذاته، كما آمل من جميع الزملاء الإعلاميين التعاون مع الاتحاد في مشواره للرقي بالإعلام الرياضي. وبهذه المناسبة أرجو أن تمنحني مساحة لأزجي الشكر والعرفان وكذلك الإشادة بالأمير نواف بن فيصل، هذا الشاب الذي يعمل من دون كلل أو ملل من أجل رياضة سعودية متطورة، تشرفت بالعمل معه فوجدته يعمل بحماسة متقدة وفكر نير ورغبة أكيدة في تطوير الرياضة وكل ما يتعلق بها، حريص للغاية على الوقت، لكنه في الوقت نفسه يحرص على جودة العمل، بصراحة نحن مغبوطون جداً بمثل هذه النوعية من الشباب المتحمل للمسؤولية.