راجت بين شبان جدة في الآونة الأخيرة العديد من التقليعات الغريبة في ما يخص تفصيل وخياطة الثياب، فمنها"المُخصرة"ومنها المزركشة بالتطريز والألوان عند الياقة والأكمام. ويرى الشبان أن هذه"الموضة"تتماشى مع العصر ولا ضير من لبسها، معللين الأمر"بأن الثوب مثله مثل أي شيء آخر قابل للتطور"، و"أن الله جميل يحب الجمال"، فما المانع من ذلك؟ وتتفاوت موضة الثياب الحديثة في تمايزها، فهناك ما يمكن اعتباره جريئاً بعض الشيء مثل الثياب المخصرة التي ظهرت من سنتين تقريباً. يقول إسماعيل فلمبان الذي يعتبر من الخياطين المميزين إن العديد من الشبان يقبلون على هذه الثياب خصوصاً طلاب المرحلة الثانوية، على رغم أن من يفصّل عادة لمناسبة العيد لا بد من أن يختار ثياباً أخرى عادية، ويبقى ذلك الثوب ليرتديه مع الأصدقاء وليس لمقابلة المعيدين أو الصلاة. ومعظم الإضافات عادة هي فى نوعيات"القيطان"المزركشة التي عادة ما توضع في صدر الثوب، وقد تكون بلون مغاير للون الثوب، وكذلك الياقة والأكمام. وتوجد أسماء عدة لهذه الموديلات، دائماً ما يكون متعارف عليها بين الشبان كما يقول صالح سعيد، إذ توجد أسماء مرتبطة باسم الخياط أو المحل إذا كان مشهوراً، فيما توجد تسميات متداولة بينهم، مثل ثوب"الإمبراطور"الذي أطلقه الشباب على نوع معين من الثياب. وظهرت قبل فترة موضة خاصة بالأقمشة، كان أبرزها استخدام القماش الخاص بالجينز، وبدأت هذه الموضة في الاختفاء كما يقول ريان السريحي، فيما ما زالت الأقمشة القطنية تلاقي الطلب، وكذلك استخدام"السستة"أو الأزارير القماشية، وتلك المختلفة عن الأزارير المألوفة، كما يؤكد خالد عبدالله قائلاً:"إن التغيير لا ضرر منه خصوصاً أن معظم الزملاء يعملونه". ويجمع معظم الخياطين على أن الثوب السعودي ما زال يتربع على قمة الأولوية في طلبات الزبائن، كما يقول سالم إبراهيم أحد الخياطين ذوي السمعة الطيبة بين أوساط الشبان. ويؤكد إبراهيم أنه طرأت العديد من التغيرات على عالم الثياب، ولكنها لم تمس الأصول الثلاثة، وهي الكويتي أو"الدشداشة"ويغلب عليه اتساعه بعض الشيء، والثوب البحريني القريب في الشكل من الثوب الكويتي لكن مع اختلافات بسيطة في الجيوب والمنطقة السفلية، أما السعودي الذي عادة ما يكون خالياً من التعقيدات والثنيات الموجودة في النوعين السابقين، فحافظ على بساطته المحببة. ويوضح أن التغيرات التي طرأت على هذا الثوب انحصرت غالبيتها في نوعية الأقمشة، وكذلك استخدام"السستة"أو السحاب بدلاً من الأزارير، وأمور حديثة جداً ساعد في وجودها تطورات العصر الحديث. بدوره يعبر أحد الشبان الملتزمين فضل عدم ذكر اسمه عن استيائه إزاء"هذه التصرفات الغريبة التي لا تمت للثقافة السعودية بشيء"على حد قوله. ويصف هذه التقليعات الجديدة من الثياب بأنها دخيلة على المجتمع، محذراً من ظهور أنواع أخرى من الثياب تجعل الرجل يبدو فيها"عارياً"! ويستشهد الشاب بالمثل القائل:"كل كما تشتهي والبس كما يريد الناس"، ليعبر عن مدى تقبل الناس للجديد في عالم الملبوسات، ولكن هل يتفق شبان جدة المتفننون في موضات الثياب مع هذا الرأي؟ لا يبدو الأمر كذلك حتى هذه الساعة.