انطلقت في محافظة ديالى أمس عملية "بشائر الخير" بمشاركة 30 ألف عنصر من القوات الأمنية العراقية والجيش الأميركي للقضاء على تنظيم"القاعدة"والخارجين عن القانون في المحافظة. وبدأت العملية"بغارات"في بعقوبة، عاصمة ديالى التي فرض فيها حظر للتجول ابتداء من صباح أمس إلى إشعار آخر، وتزامنت مع اجراءات أمنية مشددة في بغداد شملت حظر تجول على السيارات في ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم بعد يوم من استهداف زوار بهجمات انتحارية ادت الى مقتل 25 شخصا وجرح اكثر من سبعين آخرين. وأكد اللواء راغب العميري، قائد عمليات محافظة ديالى ل"الحياة"إن القوات العراقية والجيش الأميركي قامت بعمليات دهم واسعة في عدد من أحياء بعقوبة، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة فضلاً عن اعتقال عشرات المشتبه بانضمامهم إلى تنظيم"القاعدة". وقال ان هذه العملية ستكون مكملة لعملية"السهم الحارق"التي نفذتها القوات الأمنية في المحافظة العام الماضي، لافتا إلى عدم وجود سقف زمني محدد للعملية. واضاف ان"قوات الشرطة والجيش يعملان بالتنسيق مع الجيش الاميركي". وأوضح العميري ان قوات امنية تولت تأمين حماية الطرق العامة المؤدية إلى الشارع العام الذي يربط بين الموصل وبغداد ومنع استهداف الزوار من جانب تنظيم"القاعدة"، خصوصاً خلاياه النسائية الانتحارية، مشيراً الى أن قيادة شرطة محافظة ديالى طلبت من مديرياتها في الخالص وهبهب وجديدة الشط تعزيز دورياتها على الطريق العام لتأمين الحماية الكافية للزوار القادمين من كركوك وديالى باتجاه بغداد. واكد الفريق علي غيدان، قائد القوات العراقية في ديالى، ان"العملية ستستمر في جميع مناطق ديالى حتى القضاء على الارهاب"من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. واضاف:"اعتقلت قواتنا 13 مطلوبا في منطقة الحديد غرب بعقوبة". وتوقع المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف ان"تكون هذه العملية المحطة الاخيرة لقواتنا"، فيما صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري لتلفزيون"العراقية"بأن العملية بدأت بغارات في بعقوبة، موضحاً انه"تم الاعداد لهذه العملية منذ فترة بقوات من الشرطة والجيش ... بنحو فرقتين من الجيش العراقي أو أكثر". وأضاف ان"العملية تستهدف المجموعات الارهابية والخارجة عن القانون"مشيراً الى ان"هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن محافظة ديالى هي آخر محطة لتنظيم القاعدة بعد أن خسر كل مواقعه في بغداد والانبار ونينوى، وبالتالي فإن شتات هؤلاء بدأت تتجمع في ديالى". وذكر العسكري أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي"مهتم بعملية ديالى لكونها محافظة مهمة جداً، وأهاليها عانوا منذ فترة طويلة، ولكون العمليات في ديالى لها تأثير مباشر على العمليات في بغداد"المجاورة. وكان المالكي حدد مئة مليون دولار لإعادة اعمار ديالى في تكرار لخطط مشابهة لتعزيز الانفاق في أماكن أخرى في العراق لدعم المكاسب الامنية باستثمارات وتوفير وظائف. واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجور جون هيل ان"العمليات العسكرية في المحافظة تم التخطيط لها بشكل جيد، وان القوات العراقية هي التي باشرت التنفيذ، فيما ستتولى القوات الأميركية تقديم المشورة والتوجيه والدعم عندما يطلب العراقيون ذلك". واضاف ان"الهدف من العملية البحث عن العناصر الاجرامية وملاحقة التهديدات الارهابية في ديالى والقضاء على منافذ تهريب في المناطق المحيطة بها"في اشارة لتهريب الاسلحة. الى ذلك، طالب الشيخ علي برهان العزاوي، شيخ عشائر عزة في محافظة ديالى، القوات الأمنية بأن"تكون على قدر كبير من المرونة والتعامل الإنساني مع المناطق التي يدخلونها لكسب رضا الأكثرية وضمان التعاون معها في كشف المسيئين"، مشيراً الى ان"القسوة والتعامل غير الأخلاقي ستدفعان أبناء القرى الى النفور منها وعدم التعاطي معها". كما أكد على ضرورة"توخي الحذر وعدم الوقوع في هفوات او خروقات مثلما حصل في عملية السهم الحارق، العام الماضي، والتركيز على ايجابيات تلك الحملة التي أوجدت تجربة الصحوات واللجان الشعبية"مشددا على"وجوب إيجاد نقاط تفتيش تمسك الطرق العامة ويشترك فيها الجيش والشرطة لضمان عدم حصول خروقات". ويذكر ان السلطات العراقية أعلنت منذ اشهر عن استعداد القوات العراقية لتنفيذ العملية الأمنية في الاول من آب اغسطس في محافظة ديالى المضطربة التي تتقاسم مع ايران جزءا كبيرا من الحدود التي تمتد لحوالي الف ومئتي كيلومتر. وكانت ديالى شهدت العام الماضي تنفيذ عملية عسكرية واسعة نفذتها قوات اميركية وعراقية لمطاردة عناصر"القاعدة"التي تتخذ من عدد من مدن المحافظة مقرات آمنة لها. وعلى رغم تلك العملية الا ان العديد من مدن واقضية محافظة ديالى ما زال يشهد عمليات تشنها الجماعات المسلحة وتستهدف القوات الحكومية والاميركية. ونفذت القوات العراقية بدعم من الجيش الاميركي خلال الشهور الماضية، عمليات مماثلة في البصرة والعمارة جنوب والموصل شمال ومدينة الصدر في بغداد. اجراءات أمنية في بغداد في غضون ذلك، فرضت قوات الامن العراقية في ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم اجراءات امنية مشددة في بغداد شملت حظر تجول على السيارات، بعد يوم من استهداف زوار مرقده بهجمات انتحارية ادت الى مقتل 25 شخصا وجرح اكثر من 70 آخرين. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان"الحظر يبدأ من الخامسة صباح الثلثاء حتى الخامسة من فجر الاربعاء". واكد ان الاجراءات تهدف الى منع وقوع هجمات على الزوار المتجهين لزيارة مرقد الامام الكاظم في بغداد، حيث اغلقت المحال التجارية والاسواق ابوابها تماما. وانتشرت في شوارع العاصمة الرئيسية نقاط تفتيش ودوريات للشرطة والجيش تراقب سير حشود الزوار وبينهم نساء واطفال ارتدى معظمهم ملابس سوداء. ونشرت قوات الامن حارسات حول الكاظمية لتفتيش النساء. وتوقع مسؤولون أن يتدفق مليون شخص على حي الكاظمية شمال بغداد للاحتفال بإحياء ذكرى وفاة الامام الكاظم، ويبدو أن الكثير من الزوار الشيعة لم تردعهم هجمات الاثنين الدامية. وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس صرح لوكالة"رويترز"أول من أمس بأن القوات العراقية والاميركية تسيطر حاليا على كل العراق تقريباً، مؤكداً ان هذه القوات"تسيطر على الاغلبية الواسعة من البلاد. هذا بالطبع تغير كبير من مجرد عام واحد مضى". وأضاف أن القوات العراقية قد تتمكن من تولي المسؤولية الامنية في البلاد بأكملها بنهاية عام 2009.