كثفت القوات الأمنية العراقية من إجراءاتها المشددة في بغداد تزامناً مع ذكرى زيارة وفاة الإمام موسى الكاظم، التي تبلغ ذروتها غداً الإثنين. وأعلنت القوى الامنية حظراً على سير الدراجات في أنحاء العاصمة حتى إشعار آخر، فيما شهدت الشوارع الرئيسية ازدحاماً مرورياً نتيجة تشدد إجراءات نقاط التفتيش. ومن المتوقع ان تستقبل مدينة الكاظمية (شمال بغداد) آلاف الزائرين من مختلف المحافظات لأحياء الذكرى وسط مخاوف من تعرضهم لهجمات مسلحة كما حصل في الأعوام السابقة. وأعلنت قيادة عمليات بغداد خطة أمنية خاصة بالزيارة، بالتعاون مع قوات الرد السريع وفوج الطوارئ التابع لوزارة الداخلية، خشية وقوع انتهاكات أمنية في الطرق المؤدية إلى مدينة الكاظمية. وقال الناطق باسم «عمليات بغداد» اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي امس: «أصدرنا أوامر إلى القطعات الأمنية بإغلاق مدينة الكاظمية المقدسة أمام حركة جميع المركبات والدراجات الهوائية والنارية اعتباراً من امس السبت وحتى إشعار آخر». وأوضح عطا أن «هذا الإجراء يأتي ضمن الخطة الأمنية المتبعة لحماية زوار الإمام الكاظم». وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد عبد الكريم الذرب، إن «هناك مؤتمرات متتالية عقدت بين القائمين على الملف الامني والخدمي في قيادة عمليات بغداد والجهات المساندة لها في الكاظمية منذ أكثر من شهر، بهدف وضع خطة متكاملة الجوانب لحماية الزائرين». وأوضح أن «الخطة الامنية الخاصة بزيارة الامام موسى الكاظم استكملت الاسبوع الماضي بما فيها الخطة الخدمية للدوائر المساندة». كما شهدت المحافظات المجاورة إجراءات مماثلة، وأعلنت قيادة شرطة محافظة ديالى عن المباشرة بتطبيق خطة أمنية موسعة لحماية زوار الإمام الكاظم، مؤكدة نشر العشرات من المفارز الأمنية الراجلة والمتحركة على مسارات الطرق المتجهة صوب العاصمة بغداد. وأوضح الناطق باسم قيادة الشرطة المقدم غالب عطية الكرخي ل «الحياة»، أن «20 ألف عنصر من جهاز الشرطة وقوات الجيش، نفّذت إجراءات امنية مشددة لحماية زوار الامام الكاظم المتجهين سيراً على الأقدام الى مدينة الكاظمية «. وأشار الى ان «الخطة تضمنت نشر قوات امنية على الطرق التي يسلكها الزائرون والمتجهة الى العاصمة بغداد، إضافة الى نصب عدد من نقاط التفتيش داخل المحافظة للحيلولة دون أي خرق امني متوقع». وأعلن محافظ واسط عن المباشرة بتنفيذ الخطة الامنية–الخدمية الخاصة بزيارة الامام الكاظم، والتي تنفذها القوات الامنية العراقية والدوائر الخدمية في المحافظة. وأوضح مهدي الزبيدي في مؤتمر صحافي، ان «القوات الامنية العراقية والدوائر الخدمية المساندة في المحافظة، باشرت تنفيذ الخطة الامنية-الخدمية الخاصة بزيارة الامام موسى الكاظم». وأشار الى ان «الخطة تتركز على تأمين الطرق الخارجية والداخلية لحماية الزوار الذين توجهوا الى العاصمة بغداد التي تحتضن مرقد الإمام الكاظم، سيراً على الأقدام وتأمين الحماية الامنية للمواكب المنتشرة على طريق الكوت–بغداد، مروراً بأقضية النعمانية والعزيزية والصويرة، وصولاً الى بغداد». الى ذلك، اعلنت قيادة عمليات ديالى اعتقال ما يعرف بخليفة الزرقاوي، وأكد الناطق باسم قيادة العمليات غالب عطية، ان «اعتقال المدعو محمد وهيب الدوري، المعروف بخليفة الزرقاوي ويطلق عليه ايضاً ابو مصعب الدوري، يمثل انهياراً لما تبقى من خلايا تنظيم القاعدة، اثر اعتقاله في منطقة الطارمية شمال شرقي بغداد بعد هروبه من ديالى». وأشار الى ان «السلطات الأمنية تواصل تحقيقاتها مع الدوري، الذي يُعتبر مسؤولَ اللجان الامنية في تنظيم القاعدة لمناطق غرب بعقوبة، والتي كانت تسمى من قبل التنظيم بقاطع ابو ذر الغفاري، بعد تورطه في 20 عملية قتل و10 عمليات خطف، ابرزها خطف سبع طالبات جامعيات في منطقة الحديد واغتصابهن». وكان قائد شرطة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري، أكد في مؤتمر صحافي اعتقال الدوري والعثور على قرص مدمج يصور عملية خطف عناصر من الشرطة ومن ثم قتلهم في منطقة الكاطون. وأوضح ان «الدوري أكد في التحقيقات خطف سبع طالبات جامعيات قرب منطقة الحديد شمال غرب بعقوبة واغتصابهن ومن ثم قتلهن». وكانت محافظة ديالى شهدت اعمال قتل وخطف على مدى الاعوام 2006 و2007 و2008، في اعقاب إعلانها ولاية اسلامية من قبل زعيم تنظيم القاعدة السابق ابو مصعب الزرقاوي، وتسلُّم ابو عمر البغدادي، الذي قتل في عملية مسلحة، ووزير حربه ابو ايوب المصري العامَ الماضي في بلدة الثرثار الولايةَ عليها.