ظهرت نيللي معتوق على الشاشة للمرّة الأولى عبر محطة المؤسسة اللبنانية للإرسال ضمن برنامج"ستار أكاديمي"، وها هي تطلّ حالياً عبر الشاشة ذاتها ضمن المسلسل اللبناني"بين بيروت ودبي"في"دور تحلم به كل فتاة تدخل عالم التمثيل للمرة الأولى"، كما تقول. وتردّ ذلك إلى كون شخصية فاتن التي تلعبها شخصية متقلبّة تمرّ في حالات نفسية تجعلها تسلك طريقاً غير الذي تريده، لذلك سيخوض هذا الدور أنماطاً مختلفة تمثيلياً. وهنا لا بد من السؤال: هل تشعر بأنّها قادرة على أداء دور كهذا في التجربة الأولى لها؟ تجيب بصراحةٍ:"حين قرأت الدور خفت كثيراً من صعوبته ولم أفهم لِمَ اختارني المخرج ميلاد أبي رعد معرّضاً المسلسل لهذه المخاطرة، لكنّه قال لي جملة لا أنساها يوم أجريت الكاستينغ: هناك حزن في عينيك سوف أجعله يظهر"، وتتابع:"لا أخفي كم كان صعباً في البداية أداء هذا الدور بخاصّة أنّ تصوير المشاهد الأكثر تعقيداً كانت في البداية، ولم أكن حينها قد دخلت تماماً في الجو، ولم أكن أعرف المخرج والأشخاص الذين سأمثّل معهم ولا فريق العمل، فكنت أشبه بغريبة في مدينة غريبة، ولكن لم يدم هذا الشعور فترة طويلة إذ سرعان ما تغيّرت الأمور وانقلبت". كيف؟ تشرح معتوق أنّها كانت تسمع بل تستمع إلى كلّ النصائح التي كان المخرج ومساعدته يوجهانها إليها وتأخذ بها بكلّ جدية، وتشير إلى أن ميلاد أبي رعد لعب دوراً بارزاً معها، ومع كل الوجوه الجديدة، وساعد في إضفاء الجو المناسب لكلّ مشهد ولكلّ شخصية، فكان مثلاً يقول لها أمراً يزعجها قبل مشهدٍ يجب أن تبدو فيه متوترة بدلاً من الطلب منها أن تتوتر، إلى أن اعتادت الأجواء وباتت قادرة على الدخول في الحالة التي يريدها بمجرّد أن يطلب منها ذلك. المثل اللبناني يقول"حساب الحقل لم يوافق حساب البيدر"، فهل تمّ ذلك مع نيللي فحسبت أن النتيجة ستكون باهرة لكنّها فوجئت بالعكس؟ تقول:"لا يمكنني بعد أن أقوّم عملي إذ لم تظهر التفاصيل الصعبة حتى الآن، لكنّني أستطيع القول إنّ الأصداء التي سمعتها عن أدائي تشيد بالطبيعية التي ألعب فيها الدور". وعن الملاحظات التي كوّنتها عن نفسها في الحلقات التي شاهدتها تفصح قائلة:"أنا أنتقد نفسي كثيراً، حتّى في أصغر التفاصيل، فمنذ اللحظة الأولى التي أطللت فيها لاحظت أنّ الطريقة التي أسير فيها خاطئة، ليس في المسلسل فحسب بل في الحياة الواقعية أيضاً، وهذا أمرٌ أحاول أن أحسّنه!". الآن تشارك نيللي في مسلسل جديد من كتابة مها بيرقدار الخال وإخراج ميلاد أبي رعد عنوانه"الطائر الكسور"وتلعب دور معلّمة باليه تلتحق بالصليب الأحمر بعد إغلاق مدرسة الرقص، ويقرر زوجها الفنان السفر إلى الخارج لإيجاد عملٍ، وينشأ من ذلك خلاف،"وبالطبع لن أكشف باقي تفاصيل الشخصية"! كما اتفقت على المشاركة في مسلسل آخر عنوانه"أشرقت الشمس"وهو من كتابة منى طايع ومن إخراج ميلاد أبي رعد أيضاً وعن دورها فيه تكتفي بالقول:"إنّه رائع!" ويتبادر إلى ذهننا سؤال حول الأدوار التي تلعبها معتوق إذ نشاهدها في دور إمرأة متزوّجة في"بين بيروت ودبي"وكذلك ستكون في مسلسل"الطائر المكسور"، ألم يكن من الأفضل لو ظهرت في أول أدوارها بشخصية تشبه عمرها؟ تجيب:"أنا مسرورة لأنّني خضت تجربتي التمثيلية الأولى بدورٍ صعب ولا يشبهني لأنّ ذلك سيسهّل عليّ الأدوار المقبلة، فمتى واجهنا الأصعب ستبدو بقية الأمور سهلة، وأنا أعتبر أنّ شخصية فاتن قد أعطتني الكثير". ولكن كم أعطت نيللي للشخصية وكم تبدو مقنعة في شخصية المرأة المتزوّجة؟ تشرح أنّ دورها لا يمكن اختصاره في عبارة"امرأة متزوّجة"، فهناك الكثير من الحالات التي ستعيشها بعيداً من كونها امرأة متزوّجة فحسب، وترفض أن تكشف عن أيّة حالة من الحالات وتكتفي بالقول:"هناك أمورٌ كثيرة ستطرأ على حياة فاتن وعائلتها". ولكن، هل يمكن القول إنّ للحظ دوراً في دخول نيللي معتوق عالم التمثيل خصوصاً أنّها لم تدرس التمثيل؟ تجيب:"أنا لا أؤمن بالحظ، فأنا أتّكل على الله وأؤمن بأنّه يدبّر الأمور بما يناسب خيري"، وتضيف:"إنّ التمثيل يستهويني منذ صغري، وقد هربت يوماً من المدرسة لأجري تجربة أداء عند الكاتب مروان نجار، لكنّني بدوت صغيرة على الدور الذي كانوا يريدونه، ولكنّ ذلك لم يمنعني من الحلم بدخول هذا العالم الذي كانت الممثلة كارمن لبّس مفتاحه الذهبي، ولا يمكن أن أنسى فضلها ما حييت". وإذا خطر لها أن تدخل الجامعة لتدرس التمثيل في شكلٍ أكاديمي تقول إنّ هذا الأمر كثيراً ما راودها كي تتفادى سماع عبارة"دخيلة على عالم التمثيل"، لكنّها اكتشفت أن التعلّم بالخبرة والتجربة أسرع وأوسع من التعلّم في شكلٍ نظريّ،"ولكنّ ذلك لا يمنع أن أتبع محترفات تمثيلية مع أحد المخرجين المسرحيين". على رغم أنّ نيللي معتوق درست التربية الموسيقية وتتابع دراسة الغناء الكلاسيكي وتعلّم الموسيقى، وعلى رغم اشتراكها ببرنامج"ستار أكاديمي"الذي يخرّج عادة مغنّين حتّى لو لم يفوزوا بالمرتبة الأولى، لم نرَها تتبع الخط الذي سار عليه كثر من زملائها في البرنامج بمختلف مواسمه، واقتصر الموضوع على سماع صوتها في أغنية جينيريك مسلسل"بين بيروت ودبي"، فكيف تصف تجربتها في"ستار أكاديمي"خصّوصاً أن كثراً اعتبروا أنّها لم تُنصَف أو لم تأخذ حقّها؟ وتفصح قائلة:"أوافق أنّني لم أنصف لأنّ كلّ إنسان يعرف على الأقل الحد الأدنى ممّا يمكنه تقديمه، وعدم الإنصاف كان في عدم إعطائي الفرصة لتفجير ما كان في داخلي، ولكن لا يمكنني النفي أن البرنامج ساعدني في أمورٍ كثيرة أهمّها أنّه عرّفني إلى كارمن لبّس، بالتالي أسهم في دخولي عالم التمثيل". أخيراً، إلى أين تريد نيللي معتوق الوصول، وهل يمكن أن تصير مغنية أو فنانة استعراضية تغني وتمثّل؟ تجيب:"ما زلت أكوّن هويتي الفنّيّة، ومن المبكر الحديث عن نقطة معيّنة أريد الوصول إليها لأنّني ما زلت في بداية الطريق وكلّ همّي حالياً هو أن أقوم بخطواتي الأولى بثبات وثقة".