تطل الممثلة اللبنانية كارلا بطرس حالياً في مسلسل «روبي» الذي شكّل حالة خاصة في زحمة المسلسلات التركية فاستطاع أن يواجهها بقوة. فإلى أي درجة تعتبر أنّ هذا المسلسل الذي تشارك فيه شكّل نقلة نوعية للوضع الدرامي اللبناني؟ تقول كارلا إنّ لبنان زاخر بالنجوم من كتّاب ومخرجين وممثلين ولكن المشكلة أنّ سوق العمل عندنا لا تستوعبهم جميعهم، فعلى حد تعبيرها «البلد لا يتّسع للعدد الكبير من النجوم، بكل تواضع»، لذلك كان لا بد من التعاون بين المنتجين لتقديم عملٍ بهذه الضخامة. أهمية مسلسل «روبي»، في رأي كارلا بطرس، تكمن في أنّه استطاع أن يجمع عدداً كبيراً من المواهب، من كل المجالات أمام الكاميرا وخلفها، وأن ينقل الممثل اللبناني إلى الواجهة العربية. وتؤكّد كارلا أنّها لم تهتم بمساحة دورها بمقدار ما كان تركيزها على الرغبة في نجاح العمل بكل العاملين فيه، وتشدد على ضرورة الإبتعاد عن الأنانية في مثل هذه الحالات حيث يكون نهوض الدراما وانتشار العائلة الدرامية اللبنانية أهم من أي تفصيل آخر. «أنا مع قضية الدراما اللبنانية التي تفوق منفعتي الشخصية من خلال هذا المسلسل، وأعتقد بأنّ كُثراً فكّروا مثلي على أمل أن نصل باتحادنا وعدم أنانيتنا إلى دعم الدراما كي تخترق بسهولة أكثر العالم العربي». تتابع كارلا تصوير دورها في الحلقات الجديدة من مسلسل «روبي» حيث تلعب دور أم حنونة تكرّس حياتها لأولادها بعدما شاهدها الجمهور أخيراً في دور مجرمة في مسلسل «اسمها لا»، وفي دور سحاقية في مسلسل «أجيال»، ودور مومس في مسلسل «مدام كارمن» ودور فتاة بسيطة في مسلسل «آخر خبر»، فإلى أي درجة تركّز عند اختيار أدوارها على التنويع في الشخصيات؟ «أعتقد بأن التنويع مهم جداً للممثل كي لا يملّ منه الجمهور وكي يستطيع أن يُخرج منه كل الحالات الساكنة فيه بمختلف أوجهها» تجيب كارلا، مشيرة إلى دورها في مسلسل «كيندا» الذي سيُعرض في رمضان حيث تلعب دوراً جريئاً سيفاجئ الناس. كلما ازداد التنوّع في الأدوار تزداد صعوبة إيجاد دور جديد، فهل هناك شخصية ما تتمنّى بطرس أن تلعبها ولم تُعرض عليها بعد؟ «هناك الكثير من الأدوار» تسارع إلى القول، «ولا أخفي عليك أنّني عرضت أفكاراً كثيرة على أكثر من منتج وكاتب، وتحدّثنا طويلاً عن إمكانية...» تسكت كارلا لبرهة، ثم تقول: «أعتقد بأنّني إن تابعت هذه الجملة وأوضحت الفكرة ستُسرق كما حصل في السابق». هذا الحذر الكبير الذي تتحدّث به اكتسبته شيئاً فشيئاً بعد أكثر من موقف تعرّضت له مؤكّدة ما يقوله المَثل اللبناني إنّ «كل شخص يتعلّم من كيسه»، لكن ذلك لم يمنعها من إعلان رغبتها في لعب دور المغنية الشهيرة داليدا ومن الإفصاح عن أنّ بعضهم يحاول العمل على السيرة الذاتية لتلك الفنانة. مَن يعرف كارلا بطرس عن قُرب يعلم أنّها جريئة في الحياة تماماً كما هي جريئة في إختيار أدوارها في التمثيل، فأين تقف حدود جرأتها في الدراما؟ تجيب أنّها ليست جريئة بمقدار ما هي قوية لأنّ الحرب علّمتها أن تكون كذلك وأجبرتها أن تواجه المصاعب، وإلى جانب هذه القوة «الإجبارية» هي إنسانة واقعية لا تنسى أنّها تعيش ضمن مجتمعٍ له قوانينه وقواعده، لذلك تعمد عند اختيار أدوارها إلى إقامة توازن بين جوّ محيطها ووضعها كأمٍّ وكأرملة وكسيدة شرقية تعيش في مجتمعٍ شرقي. «صحيح أنّني لعبت أدواراً جريئة وقوية، لكنّني كنت حريصة على أن أؤدي هذه الأدوار بطريقة لا تخدش الحياء ولا تزعج المشاهدين، والأهم لا تزعج عائلتي وتجعلهم يتضايقون عند مشاهدتي أو يرتبكون عندما يتحدّث أحد المشاهدين عن أدائي». هل يمكن أن نستنتج أنّ هناك بعض الأدوار كانت ستقبلها لولا الحرص على نظرة المجتمع وموقفه؟ تجيب بالنفي موضحةً أنّها جزءٌ من هذا المجتمع، فإذا كان أهل المجتمع سيشعرون عند المشاهدة بجرأةٍ زائدة لا لزوم لها فهي أيضاً ستشعر بالأمر ذاته عند قراءة الدور. كارلا كانت قدّمت وصلة غنائية تحيةً للمغنية باتريسيا كاس ضمن برنامج «من الآخر» على «أم تي في» فهل كان ذلك، بصراحة ومن الآخر، تلبيةً لحلمها في الغناء أو تذكيراً بأنها تملك صوتاً جميلاً؟ «في الواقع غنّيت لأنني أردت أن تكون إطلالتي في البرنامج بعيدة من الروتين، ولكن لا مانع لدي من أن يتذكّر المنتجون أنّني أملك صوتاً جميلاً يمكن استثماره في التمثيل».