منذ بدء عرض الحلقات الأولى من مسلسل «روبي» نالت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون إعجاب المشاهدين ولفتت الأنظار إليها حتّى تردّد أنّها بطلة هذا المسلسل، فما تعليقها على هذا القول؟ تجيب أنّها تشكر الذين يَرَون ذلك لكنّها، تشدد على أنّها لا تحب أن يضيع الحق وعلى أنّ بطلة هذا المسلسل هي سيرين عبد النور. أمّا الأسباب التي دفعت الناس للذهاب في حماستهم إلى هذه المرحلة فتحللها قائلة: «البطل في الأعمال العربية في شكلٍ خاص تكون لديه صفات الطيبة والتفهّم ونبل الأخلاق الموجودة في شخصية عليا التي ألعبها، في حين أنّ شخصية روبي تتصف بالوصولية واستغلال الآخرين وتكون موجودة عادة في الشخصية المضادة للبطل التي تُعرَف بِanti hero لذلك لم يشعر المشاهدون بالتعاطف مع شخصية روبي كما فعلوا مع شخصية عليا». وحين نقول أنّها تعطي الأهمية الكبرى لتركيبة الشخصية وليس لِمَن أدّى هذه الشخصية تجيب أنّ القاعدة التي تنطلق منها أكاديمية لذلك تنظر إلى الأمور من كل زواياها، قبل أن تختم ضاحكة: «بالتأكيد لا يمكن إنكار أنني ممثلة رائعة ومن الطراز الأول وأدائي ممتاز وقد أحسنوا في اختياري لهذا الدور». بين الجدية والمزاح نسألها عن خطورة أن يؤخذ هذا الكلام على أنّه تكبّر فتجيب بهدوء أنّ ما تعبّر عنه إنّما تقوله بكل تواضع ولكن من دون أن يخلو من الموضوعية. فشخصية عليا، على رغم تركيبتها القوية والجاذبة لم تكن لتحظى بهذه الشعبية وذلك الإعجاب لو أدّتها ممثلة أخرى بما أنّ الحضور القوي على الشاشة لا يمتلكه الجميع، ولا تجيد جميع الممثلات اللعب على المواقف المتناقضة والاستفادة منها لخلق أبعاد للشخصية. هل كانت تُدرك أنّ دور عليا سيحظى بكل هذا الاهتمام؟ «في الواقع نعم» تقول، وتشرح أنّ النص الذي كتبته كلوديا مرشليان كان رائعاً وقد أحسنَت هي قراءته وأداءه تماماً كما أحسن المخرج رامي حنا قراءته وتصويره. أمّا المفاجئ الذي يُظهر طريقة تقلا شمعون في التعاطي مع أدوارها فهو أنّها كانت سترفض لعب هذه الشخصية، على رغم إعجابها بها، لأنّ التصوير كان سيبدأ بعد أسبوع من تسلّمها النص، بالتالي لن تتمكن من أن تدخل نفسياً في عمق الشخصية او أن تلبس ثيابها وتعيش حياتها، كما تفعل عادةً، قبل إظهارها أمام الكاميرا! كانت تقلا شمعون سترفض دوراً كبيراً ومهماً في مسيرتها المهنية لأنّها لم تُرد أن تؤدّيه في شكلٍ عادي، إلى أن تدخّلت الكاتبة طالبةً أنّ تؤجّل مشاهد عليا لأنّها لا تريد التفريط بهذا الدور، مشدّدة على أنّ مَن يجب أن تؤديه هي شمعون ولا أحد سواها. هل تشعر بأنّ دورها في «روبي» هو أجمل ما أدّته حتّى اليوم؟ «لعبت أدواراً كثيرة أحبّها لذلك أعتبر أنّ شخصية عليا هي تتويج لتلك الأدوار بخاصّة أنّ الممثل هو في حالة بحث ونضجٍ دائمين، وهو يقوم بشكلٍ متواصل باختبارات في أسس الأداء التي يتّبعها، ومن هنا فأدائي في مسلسل «روبي» هو إضاءة على النضج في شخصيتي التمثيلية». وردّاً على السؤال حول الإنتشار الذي حققته من خلال هذا المسلسل تقول إنّها لمست نسبة المشاهدة العالية حين كانت في البحرين في معرض يضم وفوداً من السعودية والكويت والأردن والإمارات ودبي. «شاشة «أم بي سي» منتشرة بقوة إضافة إلى أنّ المسلسل لاقى نجاحاً كبيراً وهذا ما انعكس إيجاباً على الممثلين، بخاصة اللبنانيين الذين تسنّى لهم الآن أن يدخلوا كل بيتٍ عربي وأن يتحدّثوا بلهجتهم اللبنانية على مدى تسعين حلقة كفيلة بأن تجعل الجميع يعتادون سماعها». تنتظر تقلا شمعون أن يبدأ تصوير مسلسل «أحمد وكريستينا» الذي كتبته كلوديا مرشليان، بعد تأجيل، وترجّح أن يكون موعد التصوير بعد رمضان متمنّية أن تتوفّر كل الطاقات الإنتاجية اللائقة، «على أمل أن تكون محطة «أل بي سي» على أفضل ما يرام وأن تكون تخطّت كل الأزمات المالية».