يبدو أن على منتجي مسلسل "بين بيروتودبي" أن يحضّروا من الآن لجزء ثان للمسلسل الذي تعرضه المؤسسة اللبنانية للارسال أل بي سي يومي الأحد والاثنين اسبوعياً، علماً أنه بقي له نحو أسبوعين وتحل الحلقة الأخيرة. فالمسلسل اللبناني الذي كتبه جبران ضاهر وأخرجه ميلاد أبي رعد وانتجته"رؤى بروداكشين"بدا سبّاقاً إلى التطرق إلى علاقة اللبنانيين في الداخل والخارج، ليسجل للفن أنه سبق السياسة ورجالها، فعلاً في تطبيق مقولة تعايش"لبنان المقيم والمغترب"، بكل شؤونه وشجونه إلى حد يلامس الواقعية. كثيرون هم اللبنانيون المنتشرون في أرجاء المعمورة حتى يقال إن عددهم يبلغ 3 أو 4 أضعاف عدد المقيمين الذين يقدرون بنحو 4 ملايين، لكن الملايين المنتشرين في المغتربات من استراليا إلى أميركا، لم يحظوا فعلاً بفرصة ولو تلفزيونية، ليعبِّروا من خلالها عن شؤونهم وشجونهم وعواطفهم وطرق عيشهم، حتى جاء"بين بيروتودبي"ليعكس، من خلال بطلي المسلسل كارمن لبس وفادي ابراهيم إضافة إلى نجوم ووجوه شابة، كيف يعيش اللبنانيون في المغتربات وينسجون علاقات مع المجتمع الذي يقيمون فيه. لكن هذا الجانب من المسلسل ظل ضئيلاً وعابراً، مقارنة بالقصة الأساسية للمسلسل وهي الانتقام. انتقام أمل لبّس من وليد ابراهيم لأنه تزوج ثانيةً بعدما اكتشف أنها عاقر. فأحداث المسلسل الذي يبدأ بدبي، تنطلق متسارعة، وهو يروي قصة سائق أجرة ابراهيم تجمعه الصدفة بشابة لبنانية عشرينية تقيم في دبي، أثناء زيارته بيروت. فيتحابان ويتزوجان ثم ينتقلان للعيش معها في دبي. بعد سنتين يكتشف الزوج أن حبيبته غير قادرة على الإنجاب، فيقرر الارتباط بأخرى كريستين شويري في لبنان، ليتمكّن من تحقيق حلمه في إنجاب طفل. وسرعان ما يطلب من زوجته الأولى العودة إلى بيروت لتأسيس شركة تجارية لئلا يبتعد كثيراً عن عائلته الثانية. وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما تعرف أمل بارتباط زوجها بامرأة أخرى، فتقرر تدمير حياته وإعادته إلى نقطة الصفر. ولن يوفّر انتقامها ابنتي زوجها: فاتن نيللي معتوق المدمنة على المخدرات والمتزوجة من زياد عصام بريدي الذي يعاون حماه في إدارة الشركة، وغنوة سمر جميل، الصحافيّة المغرمة بسامر كارلوس عازار. واللافت أن المسلسل يشهد متابعة واضحة من الجمهور اللبناني الذي أصبح متشوقاً لأعمال جميلة لا تشده وتملأ وقته فحسب بل تجد مكاناً للأعمال اللبنانية في الفضاء العربي المفتوح بمسلسلات تثبت الحضور اللبناني وتنافس به وتقدم صورة مختلفة عن صرعة ال"فيديو كليب"ونجمات إغرائه. نشر في العدد: 16669 ت.م: 23-11-2008 ص: 42 ط: الرياض