يستعد المرشحون الجمهوريون في السباق الرئاسي الأميركي لاستئناف معركة محورية في ولاية ميشيغن اليوم، ستكون لها الكلمة الفصل في تتويج السناتور جون ماكاين كمرشح الصدارة داخل الحزب، في حال فوزه هناك، أمام حاكم ماساشوستس ميت رومني، الذي ينازع للبقاء في السباق، في وقت يخوض المرشحان الديموقراطيان السناتور هيلاري كلينتون والسناتور باراك أوباما مواجهة شرسة أخذت طابعاً عرقياً في ولاية كارولينا الجنوبية، سيحسمها أصحاب الملاهي وموظفوها في ولاية نيفادا نهاية الأسبوع. واستكمل السناتور المخضرم ماكين مفاجأة الوسط السياسي والرأي العام الأميركي أمس، بعودة قوية الى سباق الانتخابات التمهيدية، بعدما نعت وسائل الإعلام والمراقبون حملته مطلع الصيف. وانعكست ملامح قوته في احتلاله الصدارة على المستوى الوطني للحزب الجمهوري، حيث بات يتقدم استطلاعات الرأي على عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، والقس اليميني مايك هاكابي. كما تحسنت شعبيته في ولايات حاسمة مثل فلوريدا وكاليفورنيا. ووضعت حملة ماكين ثقلها أمس في ولاية ميشيغن، حيث يتعادل في الأرقام مع رومني، مبرزة خبرته ورصيده في الأمن القومي، وقربه من المؤسسة الجمهورية الحزبية والمستقلين في الوقت ذاته، لاقناع الناخبين بالتصويت له باعتباره الأكثر قدرة على هزم كلينتون أو أوباما في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. أما رومني، فسعى إلى الاستفادة من علاقاته الشخصية في الولاية التي سبق أن كان والده حاكماً لها، وفي ابراز الهمّ الاقتصادي والبطالة المرتفعة نسبتها هناك. وستفرض نتائج ميشيغن شكل اللعبة في الأسابيع المقبلة، اذ إن فوز ماكين سيوجه ضربة قاضية لحملة رومني، وسيضاعف حظوظه في حصد فوز في ساوث كارولينا السبت المقبل، والاقتراب من نيل لقب الحزب. في حين ستفتح خسارته، الاحتمالات على جعل التوقع بفائز محتمل أمراً مبهماً، وعدم افراز مرشح صدارة قبل الوصول الى فلوريدا في 29 الجاري، وهو ما يراهن عليه جولياني. وسيعتمد نجاح ماكين في المدى الأبعد على إعادة استمالة القاعدة الإنجيلية للحزب، والتي خذلته بسبب مواقفه المعتدلة في عام 2000، وفضلت الرئيس الحالي جورج بوش. وينافسه على هذه القاعدة حالياً القس اليميني مايك هاكابي. المخرّب الى ذلك، بدا السباق الديموقراطي أكثر وضوحاً بانحصاره بين كلينتون وأوباما، واجماع المراقبين على أن دور السناتور جون إدواردز بات يقتصر على"المخرب"في هذه المرحلة، اما بسلبه أصوات من قاعدة أوباما"الشعبوية"، أو أصوات الطبقة الوسطى التقليدية للديموقراطيين، والتي تميل لجهة كلينتون. وأخذت المنافسة في ولاية ساوث كارولينا بعداً عرقياً أمس، على خلفية اتهامات بعض رموز الأقلية الأفريقية الأميركية كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، بأنهما أهانا السود وتاريخهم في الولاياتالمتحدة، بقول المرشحة أن مناضل السود مارتن لوثر كينغ ما كان ليحقق انجازاته لتحريرهم لولا قيادة الرئيس ليندون جونسون، أو وصف الرئيس السابق لحملة أوباما بأنها"أسطورة خرافية كبيرة"، بسبب افتراق سجله في مجلس الشيوخ عن خطاباته المملوءة بالمثالية. ويشكل الناخبون السود أكثر من نصف القاعدة الديموقراطية في كارولينا الجنوبية، مما يرجح فوز أوباما هناك في 26 الجاري. أما في نيفادا، حيث بدا الاهتمام من كلينتون ومنافسها منصباً على أصوات الأقلية اللاتينية، حاول المرشحان التركيز على قضايا حقوق العمال والمهاجرين في ندواتهما الانتخابية، وفي الأيام الأربعة الأخيرة قبل التصويت المقرر السبت. وساعد خروج المرشح اللاتيني الأصل بيل ريتشاردسون من السابق حملة كلينتون في استقطاب هذه الأقلية، لكن أمامها تحديات صعبة للفوز بالولاية، أبرزها دعم الاتحاد العمالي أوباما. وستجرى الانتخابات طبقاً لنظام المجمعات الانتخابية وليس التصويت المباشر، وسيتحول 15 ملهى في لاس فيغاس الى مراكز تجمع للتصويت يوم السبت. وفي حال فشل كلينتون في الفوز في أي من نيفادا أو ساوث كارولينا، ستركز حملتها في فلوريدا، حيث تتقدم في استطلاعات الرأي بنسبة كبيرة على أوباما. وتتفوق كلينتون حتى الآن على أوباما ب105 مندوبين. ويفوز بلقب الحزب، المرشح القادر على جمع أكبر نسبة مندوبين، وانطلاقاً من أرقام المندوبين في الولايات التي يفوزون فيها، والدعم من شخصيات مرموقة داخل الحزب.