شهد السباق الرئاسي الأميركي تحولات غير متوقعة أمس، كان أبرزها "هجرة" السناتور جوزيف ليبرمان صفوف الديموقراطيين لدعم المرشح الجمهوري جون ماكاين الذي تراجعت حظوظه أمام النجم الصاعد لليمين المحافظ مايك هاكابي. في المقابل، كثف الرئيس السابق بيل كلينتون جهوده لدعم حملة زوجته هيلاري في محاولة لإنقاذها من خسارة مبكرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي بعد أسبوعين. وأكمل ليبرمان، السناتور الديموقراطي سابقاً والذي ترشح عن منصب نائب الرئيس الى جانب آل غور في 2004،"طلاقه"من الحزب الديموقراطي بإعلان دعمه للمرشح الجمهوري ماكاين في ولاية نيو هامبشير التي تستعد لفتح صناديق الاقتراع في 8 كانون الثاني يناير المقبل. وكان ليبرمان رافق ماكاين في مقاعد مجلس الشيوخ لأكثر من 20 عاماً وكرمتهما هذه السنة"المؤسسة اليهودية للأمن القومي"جينسا لمواقفهما المتشددة في هذا المجال. وأكد ليبرمان قدرة ماكاين على توحيد الصف الأميركي، بعدما ترسخت الانقسامات الحزبية خلال رئاسة بوش. وقال:"كرئيس، سيعيد ماكاين جمع أميركا، وسيدفعنا الى العمل معاً من أجل حل أكبر مشاكلنا، وهزيمة أكثر أعدائنا خطورة". وستساعد الخطوة ماكاين في حصد أصوات المستقلين، الذين يمثلهم ليبرمان في مجلس الشيوخ بعدما خاض الانتخابات في 2006 منفصلاً عن الديموقراطيين وعلى خلفية تأييده الحرب في العراق. ويراهن ماكاين، على الفوز بولاية نيو هامبشير وإحياء بعض الزخم في الحملة التي تراجعت شعبيتها بفعل مواقفه المؤيدة لسياسات بوش. الا أن بروز الواعظ اليميني وحاكم ولاية أركانساو السابق مايك هاكابي، غيّر في حسابات الجمهوريين، اذ تمكن من كسب تعاطف الناخبين الانجيليين في الحزب، ليتقدم على منافسيه في ولايتي أيوا وساوث كارولينا، وليحل ثانياً في استطلاعات الرأي الوطنية بعد عمدة نيويورك السابق رودي جولياني. وجرت العادة أن يفوز بترشيح الحزب من يكسب ولايتين من مثلث: أيوا، نيو هامبشير وساوث كارولينا. بدوره يتقدم جولياني في ولايات الساحل والأكثر تمدناً مثل نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا. في المعسكر الديموقراطي، اضطر الرئيس السابق بيل كلينتون الى تكثيف ظهوره الاعلامي لدعم زوجته بعد تراجع شعبيتها في ولايتي أيوا ونيو هامبشير أمام السناتور الشاب باراك أوباما. ونشرت صحيفة"نيويورك تايمز"أن بيل كلينتون شارك برفقة نجم كرة السلة ماجيك جونسون في الترويج لحملة هيلاري في ولاية ساوث كارولينا أول من أمس وعاد إلى أيوا حيث من المقرر أن تنطلق الانتخابات التمهيدية في 3 كانون الثاني. وتساعد نجومية الرئيس السابق كلينتون في استقطاب الليبراليين والمستقلين، وفي إضفاء صورة أقرب الى الأميركيين حول زوجته المتهمة بفظاظة شخصيتها وطبعها البارد. وستحاول كلينتون كسب إحدى الولايات الذهبية، لمنع أوباما من سلبها الولايات الأكبر في وقت متأخر في الحملة.