يحق للمذيع نيشان ديرهاروتيان ان يحظى برنامجه "العراب" بكل هذه العناية والاهتمام والسخاء الإنتاجي من قناة"ام بي سي"، بعد النجاح الكبير والسمعة الطيبة التي حققها أثناء تقديمه برنامج"مايسترو"على محطة"الجديد"، حيث كان باستطاعة المشاهد أن يلاحظ اجتهاد المذيع اللبناني في تحضير برنامجه ومحاولته تقديم الأفضل على رغم الإمكانات المحدودة المتاحة له في تلك المحطة مقارنة بإمكانات المحطة الجديدة. ولكن المتابع لحلقات"العراب"الأولى، يلاحظ تراجعاً عما اعتدنا على نيشان تقديمه. ذلك ان ما ميّزه في برنامجه السابق ليس ضخامة الإنتاج أو الديكور أو عدد ضيوفه، إنما إعداده الجيد لحلقاته وأسلوبه المميز في إدارة الحوار، إضافة أيضاً الى الكاريزما التي يمتلكها. عموماً يغلب على البرنامج الطابع الاحتفالي بخلاف"مايسترو"الذي استطاع نيشان من خلاله ان يترك بصمته الإعلامية الخاصة. كما تغلب المجاملات بين الضيوف، بحيث يخيل الى المشاهد أن كل ضيف يهيم بصوت وقدرات وموهبة الضيف الآخر، وجل ما يتمناه استمرار النجاح ودوام التألق له. أما كل ما يشاع عن خلافات وحساسيات في الوسط الفني العربي فما هي إلا مجرد افتراءات وادعاءات محض من وسائل الإعلام. واذا كان هدف البرنامج تسليط الضوء على جوانب معينة من ماضي الفنان وحاضره، فمن الصعوبة بمكان تحقيق ذلك في ظل وجود ضيفين رئيسيين لكل حلقة، انطلاقاً من ان محاورة ضيفين في آن واحد لن تمكن المحاور التركيز مع احدهما ومحاولة الحصول على إجابات تبتعد عن العبارات المنمقة والكليشيهات الجاهزة لأن ذلك سيكون بكل تأكيد على حساب الضيف الآخر. أضف الى ذلك أن الفقرات الغنائية تحتل حيزاً مهماً من زمن البرنامج على حساب زمن الحوار، ما يحد من إمكانات المذيع وقدرته على الإحاطة بكل جوانب أسئلته. أياً يكن الأمر، يبدو أن التطور الحاصل في الشكل أتى على حساب المضمون. فمن قال إن البرنامج الناجح الذي يغني المشاهد ويحقق المتعة له والفائدة يجب أن يتضمن مسرحاً ضخماً وفقرات غناء ورقص وفرقة موسيقية. من هنا لا بد من تحديد أكثر لهوية البرنامج. فإما أن يأخذ الطابع الغنائي التكريمي وإما الطابع الحواري. طبعاً البرنامج لا يزال في حلقاته الأولى، ومن الظلم اطلاق حكم نهائي عليه بالفشل او النجاح.