مرت أربع سنوات على نيشان ديرهاروتيونيان وهو يعمل في «MBC»، قدم خلالها برنامجي «العراب» و«أبشر»، وإن كان الأول اقتطف من شجرة النجاح ثمرة واحدة غير مكتملة النضج، فإن الثاني ما زال يطوي بطنه على جوع قاتل، إذ ظهر المذيع اللبناني في برنامجه الجديد مشتت الحضور، مكرر الأسئلة، قليل الانتباه، بطيء الاستجابة، منكوش الشعر، وصلف الصوت، وهي أشياء لم تكن واردة في البرامج السابقة التي قدمها المذيع نفسه على قناة «LBC»، خصوصاً في سلسلته الشهيرة (مايسترو، وأكيد مايسترو، وأكيد أكيد مايسترو)، لكنها في «أبشر» حضرت بكل رداءتها وضعفها، لتلد ساعة تلفزيونية «مشوهة» على رغم ضخامة الإنتاج الذي توفره القناة لبرنامج تفترض فيه أن يسيطر على وقت البث من دون أن يتأفف منه الناس أو يشيحوا بشاشتهم عنه. وإن بدت الحلقة الأولى التي حلت الإماراتية أحلام ضيفة عليها، ضعيفة ومرتبكة، فإن عذر (العرض الأول وما يصاحبه من أخطاء) يمكن قبوله، لكن أن يمتد الأمر إلى الحلقة الثالثة التي حلت المصرية شيرين ضيفة عليها، فإنه لا أعذار يمكن قبولها في ظل ما تهيأ للبرنامج «إنتاجياً وتلفزيونياً»، لم تكن برامج أخرى على القناة نفسها لتحظى به، حتى أن برنامج «آخر من يعلم» الذي قدمته المطربة أروى لدورتين تلفزيونيتين متتاليتين، صعد سلم النجاح الساحق من دون أن يحصل على نصف «الدعم الإنتاجي» الذي نعُم به «أبشر»، لذا على نيشان أن ينتبه لأدائه «المبالغ فيه»، وأسئلته المكررة التي تنتقل معه من برنامج إلى آخر، وإلا فإن «أبشر» سيبقى في الدرك الأسفل من اهتمام الناس، وسينصرفون عنه كما انصرف هو عن «شطارته» التي مهدت له الطريق المؤدي إلى بوابة «MBC» العملاقة.