وصفت مصادر صحراوية تصريحات قياديين في جبهة "بوليساريو" لجهة التهديد ب "معاودة حمل السلاح" بأنها تنم عن تناقضات داخلية يُرجّح أن تظهر إلى الوجود في مؤتمر الجبهة المقرر عقده في الرابع عشر من الشهر الجاري في تيفاريتي في المنطقة العازلة بين الجدار الأمني والحدود الشرقية مع الجزائر. ورأت أن مجرد التلويح بحمل السلاح، عشية انعقاد الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست بين المغرب و"بوليساريو"، يعكس مأزقاً حقيقياً إزاء أهداف تلك المفاوضات التي تتوخى الاتفاق على آليات التسوية السلمية التي ترعاها الأممالمتحدة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الموقف الراهن"لا يطرح المفاضلة بين خياري الحرب والسلام وانما بين خياري المضي قدماً في الحل السياسي أو الإبقاء على المأزق الذي كان سائداً قبل صدور قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي حضت الطرفين ودول الجوار على الدخول في مفاوضات لتجاوز المأزق". وكشفت ان التلويح بالحرب، أكان خياراً أو بالون اختبار"يعاكس هذا التوجه". وأعادت الى الأذهان ان وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في مطلع 1991 لم ينجم عن آليات التسوية السلمية فقط، وانما بسبب اهتزاز ميزان القوى بعدما استكملت القوات المغربية بناء الجدار الأمني الذي اعترف مقاتلو الجبهة بأنه حد من تحركاتهم بصورة ملحوظة. وسبق للقائد العسكري أيوب الحبيب الذي انشق عن"بوليساريو"في العام 2000 ان اعترف بالصعوبات التي كانت تواجه مقاتليه في تلك الفترة بعد استكمال الجدار الأمني الذي يمتد طوله آلاف الكيلومترات من شمال المحافظات الصحراوية الى الشرق والجنوب بمحاذاة الحدود مع موريتانيا. ولم يسجل نزاع الصحراء أي هجمات أو معارك بين الطرفين منذ اكتماله. ويسود اعتقاد في أوساط نشطاء صحراويين داخل"بوليساريو"ومناهضين لها أن مؤتمر تيفاريتي"لن يمر من دون انعكاسات"، خصوصاً أن تيار"خط الشهيد"المنشق عن الجبهة سبق له أن دعا الى انتفاضة ضد القيادة الحالية.