توقف مراقبون أمام اختيار الديبلوماسي جوليان هارستون، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، زيارة الجزائر ثم موريتانيا باعتبارهما طرفين غير مباشرين في الصراع. وعزت أوساط متابعة تطورات الملف ذلك الاختيار إلى مساع تبذلها الأممالمتحدة لاحراز تقدم في صيغة المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة"بوليساريو"، كون قرار مجلس الأمن ذي الصلة دعا البلدين المجاورين الى مساعدة الطرفين الرئيسيين في تجاوز المأزق الحالي. وتمنى هارستون بعد اجتماعه الى مسؤولين جزائريين نهاية الأسبوع أن تنعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في خلال اسابيع نهاية هذا العام، فيما عرض مسؤولون جزائريون الى تطورات الملف الصحراوي بارتباط مع الوضع الانساني في مخيمات تيندوف وحض الدول المانحة على تقديم مساعدات انسانية. ويربط مراقبون تحديد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات بوقائع المؤتمر الوطني لجبهة"بوليساريو"المقرر عقده في أواسط الشهر المقبل، لأن نتائجه، من جهة، قد تعرف تغييراً في الوجوه القيادية وتدفع بأسماء جديدة الى واجهة المفاوضات مع المغرب، ومن جهة ثانية، لأنه في حال إصرار"بوليساريو"على عقد المؤتمر في"تيفاريتي"التي تعتبر منطقة عازلة بين الجدار الأمني في الصحراء والحدود الشرقية مع الجزائر، فقد يعيد ذلك طرح الأزمة التي كانت نشأت في شباط فبراير الماضي حين اختارت"بوليساريو"تنظيم عرض عسكري في تلك المنطقة، ما حدا بالرباط الى الاحتجاج لدى الأممالمتحدة حول ما يصفه المغرب"خرق التزامات وقف النار"التي تنص على حظر أي نشاط عسكري ومدني في المنطقة العازلة منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ في العام 1991. وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أوضح أن موعد ومكان الجولة الثالثة من المفاوضات عُقدت الجولتان الأولى والثانية خلال الصيف في مانهاست في ضواحي نيويورك ما زال موضع مشاورات بين الأطراف المعنية والأممالمتحدة التي ترعى هذا التوجه، وأعرب عن أمل بلاده في أن"تتخذ الجزائر موقفاً ايجابياً من اقتراح الحكم الذاتي". واعتبر مراقبون موقفه هذا بمثابة دعوة الجزائر إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب، كون الموقف من قضية الصحراء ينعكس سلباً أو ايجاباً على مسار علاقاتهما الثنائية.