قال مسؤول حكومي مغربي ان تلويح جبهة "بوليساريو" بالحرب لا يعني بلاده ولايهمها. وحمّل قادة هذه الجبهة مسؤولية خرق اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه الاطراف المعنية باشراف الاممالمتحدة في بداية التسعينات. قال السيد محمد اليازغي، وزير اعداد التراب المغربي، ان الرباط "لا تعير أهمية لتهديدات بوليساريو ما دامت لم تطلق رصاصة على حدودنا أو أراضينا". وأضاف في اتصال أمس مع "الحياة" ان المغرب يعتبر ان الأمر "حُسم نهائياً على المستوى العسكري منذ اقامة الجدار الدفاعي على حدوده"، في إشارة الى الجدار الامني الذي يحيط بالمحافظات الصحراوية. وزاد: "نحن نستقبل بكثير من الاطمئنان تهديدات بوليساريو". وأكد التزام بلاده اتفاق وقف النار الذي اقرته الاممالمتحدة. وقال: "اذا كانت بوليساريو ترغب في خرق وقف النار فستكون المسؤولة الوحيدة عن خرق خطة السلام التي التزمت بها" وربط اليازغي تهديدات "بوليساريو" بمعاودة حمل السلاح ب "وضعها المهزوز" في ضوء الأنباء عن انشقاقات فيها اثر عقد مؤتمرها العاشر. وقال ان "بوليساريو" عمدت الى إبعاد جميع العناصر التي كانت تبحث عن حل أو أبدت استعدادها لايجاد تسوية لاخراج خطة السلام من النفق المسدود. وعن المناورات العسكرية التي تجريها "بوليساريو" على الحدود، قال اليازغي ان الجبهة تقوم باستمرار بمناورات عسكرية، مشيراً الى ان اللاجئين الصحراويين في تيندوف جنوب شرقي الجزائر "يوجدون يومياً في مواجهة بنادق الانفصاليين". لكنه اضاف ان تلك المناورات "لا يهمنا أمرها ما دامت تحصل فوق ارض الجزائر". وسُئل اليازغي عما تردد عن "غضب" جبهة "بوليساريو" من تصريح وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني في المغرب عن سعي البلدين الى ترك ملف الصحراء جانباً للبحث في تطبيع علاقتهما، فرد متسائلاً عما إذا كانت "بوليساريو" تملك استقلالية القرار. وتابع ان "بوليساريو" لا تعلن "مواقفها الا بعد ان تحظى بمساندة الجزائر". واضاف: "انهم موجودون على ارض جزائرية وكذلك مخيماتهم وتنظيمهم. واذا قاموا بعمل ما فلا يمكن ابعاده عن اشارة من الجزائر" تجاه المغرب. وقال ان عملية "الهروب الى أمام غير مسعفة"، وان المهلة التي منحها الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان للمغرب لتقديم تصور شامل في شأن تمكين الصحراويين من صلاحيات ادارة الشؤون الجماعية "موجهة أيضاً الى بوليساريو". وزاد ان هذه الجبهة لم تقدم خلال الجولات المختلفة التي رعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر عن الصحراء الغربية أي اقتراحات لتجاوز المأزق الذي يواجه عملية التسوية. وسئل هل الحل الذي يُرتب في الصحراء حالياً "اميركي"، فأجاب: "ليس هناك حل أميركي، وانما هناك قرارات لمجلس الامن"، مشيراً الى ان الوسيط بيكر طرح على مجلس الامن البحث عن طريق لانعاش عملية السلام وان المغرب قدم اقتراحات ايجابية في آخر جولة في برلين تضمنت اجراء حوار مباشر مع "بوليساريو" وطرح طريقاً "تمكن الصحراويين من المشاركة في بناء الديموقراطية في بلدهم في حين لم تقدم بوليساريو اقتراحاً واحداً". وعن مسألة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، قال اليازغي ان "الارادة موجودة" لدى البلدين. بيد انه رهن معاودة فتح الحدود التي اغلقت صيف 1994 اثر هجوم على فندق اطلس اسني في مراكش أودى بحياة سائحين اجنبيين، بضرورة البحث في كل الجوانب الامنية والمادية وايجاد حلول لها. واضاف: "ليس هناك استعجال لفتح الحدود ولا بد من اتخاذ البلدين الاجراءات المطلوبة لذلك". واشار الى ان وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي سيزور الجزائر في كانون الثاني يناير المقبل لاستكمال بحث الملفات المرتبطة بذلك.