تختلف قراءة أقطاب السياسة الخارجية الأميركية لمؤتمر أنابوليس وأفق الانخراط الأميركي في عملية السلام، اذ تلقى الخطوة معارضة شرسة من الجناح المتشدد في الادارة، خصوصا في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني والمسؤولين القريبين من زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو ممن يراهنون على فشل أنابوليس، يقابلها ترحيب مع تفاؤل حذر من الخط المعتدل والواقعي الذي يدعو الى ديبلوماسية أميركية فاعلة في فترة ما بعد المؤتمر وحوار محدود مع حركة"حماس"للحفاظ على مكاسب المفاوضات. تضييع للوقت والأولويات ويرى ديفيد ويرمزر المستشار الأعلى سابقا لنائب لتشيني أن فكرة المؤتمر"تتعارض مع الأولويات المفترضة للسياسة الخارجية الأميركية التي يجب أن ترتكز على أربعة تهديدات: كوريا الشمالية، وايران ومعها سورية، وفنزويلا، وروسيا". ويشير ويرمزر، وهو أحد الشخصيات البارزة في أوساط المحافظين الجدد، الى أن على وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس"التوجه الى اليابان أو أوروبا بدل اضاعة الوقت في الذهاب الى الأراضي الفلسطينية واسرائيل". واعتبر أن جولاتها في المنطقة"تحيد عن هذه الأولويات وترسل اشارة خاطئة عن موقع أميركا كقوة عظمى في العالم"، مضيفا:"لا يمكننا أن نكرس هذا المدى من الأهمية للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، خصوصا في ظل الانقسامات الاقليمية في المنطقة". ويحذّر من أن"فشل المؤتمر ستكون له تداعيات سلبية على حلفائنا وأمن اسرائيل". ويعارض ويرمزر اتفاقات سابقة منذ عام 1990 بينها أوسلو. "ديبلوماسية جوالة" و "اتفاق مبادئ" وينصح دنيس روس المبعوث السابق للشرق الأوسط في ادارتي جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وزيرة الخارجية الاميركية بوضع نقاط"تفاهم"قبل يوم المؤتمر والاتفاق على تفاصيل جدول الأعمال"وتوضيحها وإفهامها"لجميع الحاضرين قبل التوجه الى أنابوليس، اضافة الى خريطة طريق واضحة بالخطوات التي ستلي الاجتماع لجان متابعة أو اجتماعات للدول المانحة. ويشدد روس الذي قدم استشارات لرايس في مرحلة التحضير لأنابوليس، أن الأهداف العامة"لن تتحقق في اجتماع أو اثنين، وأن رايس تحتاج للقيام بديبلوماسية جوالة في المرحلة المقبلة لتتفق على هذا الأمر مع المشاركين". ويشير الى أنه"كلما ارتفعت التوقعات من المؤتمر كلما انخفضت نسبة نجاحه، وأن على الأهداف أن تكون متواضعة". ويرجح امكان"استخلاص اتفاق مبادئ في مسألة العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، دولة في مقابل دولة"من المؤتمر، أو"خطة لانسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية مرتبط بالتزامات أمنية من الفلسطينيين"، لكنه يخشى من"ان عامل الوقت ليس في مصلحة واشنطن أو أي من اللاعبين". حوار مع "حماس" ويرى برنت سكوكروفت المستشار السابق لمجلس الأمن القومي للرئيسين جورج بوش وجيرالد فورد، أن المؤتمر"يجب أن يخوض في القضايا الجوهرية لتحقيق السلام الدائم"، رغم صعوبة الوصول الى هذا الهدف في الوقت الحالي. ويشير الى أن"السلام الشامل ليس ممكنا بسبب قصر الوقت، ولذا يجب على المؤتمر أن يركز على أسس الحل النهائي ويتبناها بالرجوع الى قرارات الأممالمتحدة وبمساعدة الرباعية وما توصل اليه كلينتون". ويدعو سكوكروفت الى"حوار صريح مع حماس يكون أفضل من عزلها"، ولا يحصره بالجانب الأميركي بل يؤكد أن"من الممكن اجراؤه عبر الأممالمتحدة أو الرباعية أو مبعوثي الشرق الأوسط"، ويتم التفاهم من خلاله على نقاط عدة بينها"التوصل الى وقف اطلاق نار بين اسرائيل وغزة"بالتوازي مع نتائج المؤتمر هذا. ويشير الى أن على"المؤتمر الإتيان بنتائج تظهر آثارها في الحياة اليومية للفسلطينيين والاسرائيليين، ومن المهم جداً أن يرافقه وقف عمليات الاستيطان ليكسب صدقية".