توجه ثمانية موظفين كبار سابقين في الإدارة الأميركية برسالة إلى كل من الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس عشية سفر الأخيرة للشرق الأوسط، دعوا فيها الولاياتالمتحدة وحليفاتها إلى الشروع في"حوار حقيقي"مع حركة"حماس"قبل انعقاد مؤتمر أنابوليس"الذي يجب أن يوفر حلاً نهائياً للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين". وبين الموقعين زبغنيو بريجنسكي وبرنت سكوكروفت وتوماس بيكرنغ ولي هاملتون الذين أكدوا في الرسالة أن التحاور مع"حماس"أفضل من عزلها،"وهناك في الحركة الأصولية شخصيات واقعية تدرك أن حال الحرب الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين لا تفيد الشعب الفلسطيني". وقالت الرسالة:"نعتقد ان حوارا حقيقيا مع المنظمة حماس هو أفضل كثيرا من عزلها". واضافت انه اذا لم يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من التوصل الى اتفاق على وثيقة تطرح على المؤتمر، فإنه يجب على الرباعية ان تقدم من جانبها اتفاق اطار يتضمن دولتين، على ان تكون القدس مقرا لعاصمتين وحلا لمشكلة اللاجئين وآليات للأمن تراعي المخاوف الاسرائيلية وتحترم ايضا السيادة الفلسطينية. ودعت ايضا الولاياتالمتحدة الى الحض على السلام بين اسرائيل وسورية تحت رعاية دولية. واضافت انه لكي يكون للمؤتمر أي صدقية، فإنه يتعين ان يتزامن معه تجميد للتوسع الاستيطاني. وكانت الولاياتالمتحدة احجمت عن الادلاء بأي تعليق على قرار اسرائيل مصادرة 110 هكتارات من اراض فلسطينية قرب القدس الذي اعلن قبل ايام من جولة جديدة في المنطقة تعتزم رايس القيام بها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ردا على سؤال بهذا الصدد يطرح عليه للمرة الرابعة في غضون يومين:"ما زلت بصدد الاستعلام"، مضيفا:"اريد ان احصل على فهم افضل للوقائع بمساعدة من مندوبينا هناك، ولم احصل على هذا حتى الآن. عندما افعل سأكون سعيدا بأن أدلي اليكم برد فعل". في السياق نفسه، دانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة مصادرة اسرائيل اراض في القدس، وقال الأمين العام للمجلس عبدالرحمن بن حمد العطية في بيان صحافي تلقت"الحياة"نسخة منه:"ان مواصلة إسرائيل مثل هذه الإجراءات الأحادية في المصادرة وتشويه الأرض وعزل القدس وبناء الجدار والاعتقالات وبناء المستوطنات، تشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية، وتؤثر في طبيعة القدس بوصفها أرضاً محتلة واستباقاً غير مشروع للحل النهائي، ما سيؤدي إلى القضاء على فرص نجاح أي محاولة للتوصل إلى إجراءات بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". ودعا المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة، إلى الوقف الفوري لهذا السلوك والممارسات الإسرائيلية غير المشروعة ضد الشعب الفلسطيني. وأعرب عن خيبة أمله بإنجاح أي جهود ترمي إلى إيجاد حل سلمي للنزاع العربي - الإسرائيلي، بما في ذلك محاولات عقد مؤتمر الخريف، بسبب عدم رغبة إسرائيل في السلام، فضلاً عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمماطلات الخطرة التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني. كما دعا إلى عمل عربي وفلسطيني مشترك، من اجل تأكيد الشروط التي لا بد من توافرها لأي لقاء دولي يكون منطلقاً لعملية سياسية جادة تفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية منذ عام 1967، وضمان عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتماد مرجعية واضحة تستند على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بهدف تنفيذها واعتمادها للمفاوضات في إطار الأممالمتحدة ورعايتها.