حقق "حزب كوسوفو الديموقراطي"، بزعامة المسؤول السياسي "لجيش تحرير كوسوفو" السابق هاشم تاتشي، وأربعة أحزاب ألبانية متحالفة معه، فوزاً غير مسبوق في انتخابات الإقليم التي أجريت أول من أمس، فيما أكد الصرب عدم اعترافهم بها وبالنتائج المترتبة عليها. وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية أمس حصل الائتلاف الانتخابي الذي قاده تاتشي على 35 في المئة من الأصوات. وجاءت في المرتبة الثانية"رابطة كوسوفو الديموقراطية"بزعامة الرئيس فايتمير سيديو، بحصولها على 23 في المئة من الأصوات، فاقدة بذلك هيمنتها المتواصلة على الحياة السياسية الألبانية في كوسوفو، منذ تأسيسها، بقيادة الرئيس الراحل إبراهيم روغوفا عام 1990. وعزا المراقبون خسارة الرابطة الكبيرة، إلى الاستياء الشعبي منها، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم البطالة، وانتشار الفساد وعصابات الجريمة المنظمة، إضافة إلى الانشقاقات التي حصلت فيها بعد وفاة روغوفا العام الماضي، حيث انفصل عنها رئيس البرلمان السابق نيجات داتشي، وشكل"حزب درداريا الديموقراطي"، فيما تحالف العديد من قادتها مع تاتشي في هذه الانتخابات. وعلى رغم إقبال الألبان على التصويت أدت المقاطعة الشاملة للصرب والأقليات العرقية إلى تدني نسبة المشاركة إلى نحو 43 في المئة من مجموع الناخبين البالغ عددهم 1.5 مليون شخص، وهي الأقل مشاركة في الانتخابات الاشتراعية والمحلية منذ وضع إقليم كوسوفو تحت الإشراف الدولي في حزيران يونيو 1999. أمام ذلك، اعتبر المراقبون أن"هذه المقاطعة الكبيرة قد تؤدي إلى تقليل الصدقية المحلية والدولية في الانتخابات، وتقويض نتائجها". وأفاد تاتشي 39 سنة بعد إعلان فوزه:"إن النتائج هي انتصار لكوسوفو، تغيّرت الأمور وبدأ عصر جديد من خلال رسالة سكان كوسوفو إلى العالم بأنهم يعيشون في بلد ديموقراطي مستعد للانضمام إلى الأسرة الأوروبية". أضاف"سنتخذ قرارات فورية من أجل كوسوفو بصفتها بلداً مستقلاً وسيداً بعد العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل". ومن المتوقع، أن يشكل تاتشي الحكومة الجديدة لكوسوفو بالتعاون مع أحزاب برلمانية أخرى، لفشل الائتلاف الذي يقوده في تحقيق الغالبية المطلقة في البرلمان، وهي 61 نائياً. وإذا نفّذ تاتشي وعده بإعلان الاستقلال ولو من جانب واحد، فإن ذلك سيعني تصاعد التوتر بين الألبان والصرب، وليس مستبعداً أن يتحول ذلك إلى مواجهات قد تشغل حروباً ونزاعات جديدة في منطقة البلقان. وأكد تلفزيون بلغراد أمس، أن مقاطعة صرب كوسوفو هذه الانتخابات وعدم اعترافهم بشرعيتها، تشكل"رسالة للمجتمع الدولي بعدم القبول بحكومتها وأي قرارات وإجراءات يتخذها النواب الألبان". ويرى المحللون، أن هذه الانتخابات أظهرت أن تشدّد الطرفين الألباني والصربي إلى زيادة، إذ فاز الألبان من دعاة التشدد من أجل الاستقلال السريع، وفي الجانب الصربي فاز المتشددون بنجاحهم في تحقيق مقاطعة صربية شاملة، ما يسفر عنه تصلّب كل طرف في موقفه وعرقلة المحادثات والجهود الدولية من أجل الحل السلمي التوافقي. معلوم، أن هاشم تاتشي، واسم والده خاجي، مولود في قرية"بروجنا"بلدية"سربيتسا"وسط كوسوفو في 24/4/1968، وكان مسؤولاً سياسياً"لجيش تحرير كوسوفو"السابق باسم رمزي"الأفعى"وهو مطلوب من القضاء الصربي الذي حكم عليه بالسجن مدة عشر سنوات عام 1999 نتيجة مشاركته في هجمات على الشرطة الصربية في كوسوفو.