تجرى الانتخابات البرلمانية في كوسوفو اليوم، فيما يمر الاقليم بمصاعب اقتصادية واجتماعية يخشى المراقبون ان تؤدي الى مشكلات معقدة تعرقل تحديد الوضع النهائي للاقليم خلال العامين المقبلين، كما قررت الأممالمتحدة التي تشرف على ادارته منذ حزيران يونيو 1999. ويبلغ عدد الناخبين في كوسوفو نحو مليون وربع المليون مواطن، يشكل الصرب 12 في المئة منهم، اضافة الى نحو ستة في المئة آخرين ينتمون الى الاقليات التركية والغجرية والبوشناقية، في حين يتنافس ما يقارب 1300 مرشح على مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعداً. وتتركز المنافسة الرئيسية بين ثلاثة تنظيمات ألبانية، هي: "الرابطة الديموقراطية" بزعامة رئيس كوسوفو حالياً ابراهيم روغوفا و"حزب كوسوفو الديموقراطي" بقيادة رئيس جيش تحرير كوسوفو السابق هاشم ثاتشي و"التحالف من اجل مستقبل كوسوفو" برئاسة المتشدد راموش خير الدين، وذلك من بين 33 تنظيماً سياسياً ولائحة ائتلافية. مصاعب اقتصادية ويواجه سكان الاقليم وغالبيتهم من الالبان، وضعاً اقتصادياً سيئاً تزيد فيه البطالة عن 60 في المئة، اضافة الى انتشار عصابات الجريمة المنظمة التي تبتز السكان وتمارس تجارة الرقيق الابيض والبغاء والمخدرات والسلاح وتزوير العملات. وحمّل السياسي فيتون سوروي المؤيد لابراهيم روغوفا في مقال في صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا، المجتمع الدولي مسؤولية المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم في كوسوفو. وقال: "ان ما يشاهد من هدوء بين السكان، يعود الى الحزم الذي تستخدمه القوات الدولية لقمع اي تحركات عنيفة، ما يعني ان حدوث انفجار اجتماعي وارد خلال اسبوع فقط اذا غادر الوجود الدولي الاقليم". وأضاف انه "لا يمكن ان يستمر الاقليم من دون الاهتمام بالمشاريع العامة والخاصة التي توفر مجالات العيش للمواطنين، الذين يكسب غالبيتهم قوتهم من اعمال وضيعة مثل بيع السجائر والاقراص المدمجة والحاجيات المهربة والاستخدام بأجرة يومية في اعمال وقتية". واعتبر سوروي ان انخراط الكثير من الشباب الالبان في الاضطرابات المناهضة للصرب، خصوصاً تلك التي حصلت في آذار مارس الماضي، "يعود الى الاستياء الذي يعم المجتمع الالباني نتيجة المصاعب الاقتصادية التي تحيط به". ودعا الادارة الدولية والسلطات المحلية الى ايجاد حل سريع للمشكلات الاقتصادية "لأنه من دون ذلك، يمكن وقوع اضطرابات عرقية مشابهة لما حدث، في اي وقت، بسبب سهولة تلاعب الاطراف المتطرفة بالمواطنين الجائعين". مقاطعة صربية ومن جهة اخرى، دعا الزعيم الصربي الكوسوفي ماركو ياكشيتش، الناخبين الصرب الذين يبلغ عددهم نحو 200 ألف شخص، الى الاستجابة لطلب الكنيسة الارثوذكسية ورئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا بعدم المشاركة في الانتخابات "التي سيعتبر الالبان فوزهم فيها بأنه استفتاء على الاستقلال الذي يطالبون به والتحكم في الاقليم وتنظيفه من سكانه الصرب". ورأى مراقبون، ان مشاركة الناخبين بصورة عامة، في الانتخابات التي تجرى اليوم ستكون متدنية، وقد لا تصل الى الخمسين في المئة من عدد الذين يحق لهم الاقتراع، وذلك بسبب استياء الشباب الالباني من زعمائهم والمقاطعة الكبيرة التي ستحصل بين الناخبين الصرب.